خاص بالموقع - أفاد تقرير، السبت، أنّ اعتقال عشرة أشخاص في الولايات المتحدة يشتبه في قيامهم بالتجسس لحساب روسيا جاء بعد تهديد لتحقيقات في القضية استمرت عشر سنوات.وأعاد توقيف عشرة أشخاص كانوا يعيشون حياة طبيعية في الولايات المتحدة وآخر في قبرص إلى الأذهان عقوداً من العداوة بين الدولتين العظميين. وحصلت عملية الاعتقال قبل أسبوع تحديداً من العيد الوطني الأميركي.
وكشف مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) الاعتقال بعد أيام على زيارة الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف لواشنطن، تلبية لدعوة نظيره الاميركي الذي يحاول «توطيد» العلاقات مع روسيا، والتي تضررت خلال عهد الرئيس السابق جورج بوش.
وقال مسؤول كبير في تطبيق القانون لصحيفة «واشنطن بوست» إنّ «شيئاً حصل كان سيؤثر عليهم جميعاً»، مشيراً الى أن الاعتقال حصل «لحمايتهم»، من دون أن يكشف ما دفع الى اتخاذ هذا القرار.
وكان التحقيق الأول قد فتح في قضية شبكة التجسس الروسية في الولايات المتحدة في عام 2000، بحسب شكوى رفعت بحق المشتبه فيهم.
وبحسب وزارة العدل الأميركية، فإنّ عملاء الاستخبارات الأميركية فتّشوا في 2006 منازل وحاولوا فكّ الرسائل المشفرة بين الجواسيس ونظرائهم الروس، حتى إنّهم وضعوا أجهزة تنصّت في بعض المنازل.
إلا أنّ عملية الاعتقال أُرجئت «لأنّه كان هناك دائماً معلومات جديدة»، إذ جمعت السلطات الأميركية معلومات استخبارية عن تكتيك موسكو وتقنياتها للتجسس، حسب ما قال مسؤول طلب عدم كشف اسمه.
أما المشتبه فيه الـ11، ويدعى كريستوفر ميتسوس، فقد اعتقل في قبرص قبل أن يتوارى عن الأنظار، بعد أن دفع كفالة قيمتها 32 ألفاً و332 دولاراً (26500 يورو)، وسلّم جواز سفره.
وطالبت الولايات المتحدة قبرص بتسليمها المستندات الشخصية العائدة الى المشتبه فيه في قضية التجسس، والتي صودرت خلال استجوابه، حسبما أفادت الشرطة القبرصية السبت.
وقال وزير العدل القبرصي لوكاس لوكا إنّ المشتبه فيه غادر على الأرجح أراضي جمهورية قبرص، لكنّه ذكر أنّه «ليس لديه أدلة» لتأكيد هذه المزاعم.
وقررت قاضية في فيرجينيا إبقاء ثلاثة من الأشخاص العشرة المشتبه في قيامهم بالتجسس لحساب روسيا، وهم ميخائيل سيمنكو والزوجان مايكل زوتولي وباتريسيا ميلز، الذين يقطنون في منطقة ارلينغتون في ضاحية واشنطن، قيد التوقيف، لأنّ فرارهم محتمل. وبين الأشخاص العشرة اعترف اثنان بأنّهما روسيان، وكشفا عن هويتيهما الحقيقيّتين.
وأقرّ المشتبهان زوتولي وميلز، في اعترافات بعد اعتقالهما، بأنّ اسم الأول الحقيقي هو مايكل كوتزيك بينما اعترفت ميلز بأنّ اسمها الحقيقي هو ناتالي بيرفيرزيفا، وأنّ أسرتيهما تعيشان في روسيا.
وبعد تفتيش منزل كوتزيك وبيروفيرزيفا وصناديق الأمانات الخاصة بهما، قال المحققون إنّهم عثروا على ثمانين ألف دولار نقداً في ثمانية ظروف «غلّفت بالطريقة نفسها» التي غلّفت بها ظروف عثر عليها في نيوجيرزي هذا الأسبوع، في عمليات بحث في ممتلكات مشتبه فيهم آخرين.
ويواجه المشتبه فيهم التسعة حكماً بالسجن يصل إلى 25 عاماً بتهمة تبييض الأموال وخمس سنوات للتآمر بالعمل مع حكومة أجنبية. وتواجه المتهمة آنا تشابمان تهماً أقل بالتآمر. ولم توجّه الى أيّ من المشتبه فيهم تهمة التجسس.
(أ ف ب)