الرئيس البولندي الجديد كان معارضاً للشيوعية، وبعد سقوط الاتحاد السوفياتي تنقل بين أحزاب عدّة، وكان عضواً في حزبين في الوقت نفسه
ديما شريف
لم يسعف التاريخ الشقيق التوأم للرئيس البولندي الراحل ليخ كاتشينسكي، ياروسلاف، فاختار الناخبون خصمه، أستاذ التاريخ، برونيسلاف كوموروفسكي، ليعطوا فرصة له ولحزبه «البرنامج المدني»، ليحسنا الوضع الاقتصادي في البلاد قبل عام على الانتخابات التشريعية في نهاية 2011. فحكومة ياروسلاف السابقة لم تحظ بإجماع بين البولنديين ففضلوا اختبار حكم ابن الكونت والعائلة الارستقراطية وأعطوه 52.6 في المئة من الأصوات. بعد دراسته الجامعية، وحصوله على الدكتوراه في التاريخ، عمل كوموروفسكي محرراً في إحدى الصحف قبل أن ينتقل للعمل مع المعارضين للشيوعية. واستخدم في تلك الفترة خبرته في العمل الصحافي ليصبح ناشراً لإحدى المجلات المعارضة. وبعدما شارك في تنظيم تظاهرة مناهضة للحكومة في 1979، حكم عليه وعلى ناشطين في «حركة الدفاع عن الحقوق المدنية والإنسانية» بالسجن شهراً واحداً في 1980.
بعد ذلك، انتقل للعمل في مركز التحقيق الاجتماعي التابع لاتحاد النقابات العمالية «تضامن». ومنع من السفر خارج البلاد طيلة فترة تطبيق قانون الطوارئ في البلاد. فعمل حتى 1989 في دير نيوبوكالانوف الكاثوليكي. بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، بدأ

كان يمثل أحد الأحزاب في الحكومة حين انضمّ إلى حزب آخر
العمل السياسي المباشر، وتنقل خلال التسعينيات في عدّة أحزاب من تلك التي برزت وقتها، الاتحاد الديموقراطي واتحاد الحرية. وكان مديراً لمكتب أحد الوزراء، ثم أصبح نائباً لوزير الدفاع الوطني في ثلاث حكومات متعاقبة، بين 1990 و1993. وانتخب في 1991 و1993 نائباً عن اتحاد الحرية إلى البرلمان. ملّ كوموروفسكي سريعاً من الأحزاب هذه، فأنشأ مع عدد من طلابه في الجامعة منتدى سياسياً انضوى لاحقاً تحت جناح «تضامن العمل الانتخابي». وعلى أساس ذلك، انتخب كوموروفسكي نائباً مجدداً في 1997، وعيّن وزيراً للدفاع في 2000.
لكنّ كوموروفسكي، الذي يبدو أنّه لم يجد نفسه في أي حزب، انضم في 2001 إلى «البرنامج المدني» في الوقت الذي كان فيه يمثل «تضامن العمل الانتخابي» في الحكومة. ولم يستقل من حزبه السابق إلا بعد إعادة انتخابه نائباً من جديد.
واستمر كوموروفسكي نائباً في مجلس النواب، مترئساً لجاناً عدة إلى أن أصبح رئيساً له في نهاية 2007، ما أهله ليكون رئيساً بالوكالة بعد وفاة كاتشينسكي، مستبقاً الانتخابات التي كانت مقررة في نهاية العام والتي كان الرئيس الجديد مرشحاً لها قبل كارثة سمولنسك.