خرجت البرازيل من مونديال كرة القدم، لتعود اهتمامات المواطنين وتتمحور حول يومياتهم السياسية. انطلقت الحملة الانتخابية الرئاسية، ويبقى السؤال: هل ينجح الرئيس في تنصيب خليفته؟
بول الأشقر
انطلقت رسمياً، أمس، الحملة الانتخابية الرئاسية التي ستتوَّج بعد أقل من ثلاثة أشهر، بانتخاب خلف للرئيس لويس ايغناسيو لولا دا سيلفا، وحكام للولايات الـ26 التي تتألف منها البرازيل، إضافة إلى منطقة العاصمة. هذا على صعيد السلطة التنفيذية، أما تشريعياً، ففي الثالث من تشرين الأول المقبل، سيُنتخب النواب الـ531 وثلثا عدد الشيوخ، إضافة إلى أعضاء مجالس نواب الولايات. وبالنسبة الى المناصب التنفيذية، (الرئاسة والحكام)، ستجرى دورة ثانية في 31 تشرين الأول، في حال عدم حصول أي مرشح على الغالبية المطلقة. وسيكون تاريخ 17 آب المقبل، مركزياً في الحملات الانتخابية التي ستتسارع وتيرتها في ذلك التاريخ لأن وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ستبدأ بعرض برامج المرشحين.
وللمرة الأولى منذ عودة انتخابات الرئاسة في 1990، لن يشارك لولا في السباق، هو الذي خسر ثلاث مرات قبل أن يفوز عامي 2002 و2006، إلا أنه بالتأكيد لن يغيب عن الاستحقاق، لكونه يتمتع بشعبية نادرة في تاريخ السياسة البرازيلية المعاصرة. ويفيد آخر استطلاع رأي بأن 76 في المئة من البرازيليين يرون أن أداءه كان جيداً أو حسناً، في مقابل 19 في المئة وصفوه بـ«العادي»، بينما رآه فقط 5 في المئة سيئاً أو سيئاً جداً. من هنا، يتحول موقف المرشّحين من لولا، إلى معيار يلجأ إليه الناخبون لتحديد موقفهم منهم، وخصوصاً عندما يكون معدل البطالة والتضخم هو الأدنى في تاريخ البلد ـــــ القارة. من هنا أيضاً، نزعة المرشحين المعارضين لتحاشي مهاجمة الرئيس الحالي على نحو مباشر.
وإذا فازت مرشحة لولا، ديلما روسيف في انتخابات تشرين، فمن المؤكد أنها ستسعى الى تجديد ولايتها. أما إذا نجح مرشح المعارضة وحاكم ولاية ساو بولو، جوزي سيرا، فعندئذ يُرجَّح أن يعود لولا ويترشح في انتخابات 2014، عن عمر 69 سنة.
هناك 9 مرشحين للانتخابات الرئاسية، من بينهم ثلاثة جدّيون، اثنان منهم يتنافسان فعلياً للوصول إلى كرسي الرئاسة. المرشحة الجدية الثالثة، إضافة إلى روسيف وسيرا، هي مارينا سيلفا التي تركت حزب لولا، «الشغيلة»، بعدما شغلت وزارة البيئة بكفاءة عالية خلال ولايتي لولا، لتلتحق بحزب «الخضر».
يُقدَّر أن تنال سيلفا نحو 10 في المئة من الأصوات، ما يعني أنها ستكون قادرة على فرض دورة ثانية، لأن المرشّحَين الأساسيَّين متعادلان تقريباً. قبل أشهر، كان سيرا متقدماً بفارق كبير، لكونه معروفاً أكثر ولأنه حاكم أغنى وأكبر ولاية ونافس لولا عام 2002. وكلما عرف الناخبون أن ديلما روسيف «هي مرشحة لولا»، تقلص هذا الفارق. وقد تتغيّر الصورة مجدداً عند إطلالة لولا على الشاشات والإذاعات بعد أسابيع.