لم تمنع الضغوط الدولية المتواصلة على إيران رئيس البرلمان علي لاريجاني من العودة مجدداً لانتقاد سياسات الحكومة. لعله استشعر خطورة التصدي للعدو الخارجي، في وقت ترزح فيه بلاده تحت وضع اقتصادي مزرٍ
عادت الانتقادات لحكومة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الى الواجهة، لكن من داخل صف المحافظين أنفسهم، فيما هاجم المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، علي خامنئي، الوجود الأميركي في الشرق الأوسط، وحذر من محاولات إيقاع الفتنة بين المسلمين.
وانتقد رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان)، علي لاريجاني، خلال كلمة في محافظة كرج غربي طهران، حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد، قائلاً «إذا أردنا مقاومة الأعداء، فعلينا تحسين وضعنا الاقتصادي».
ونقلت وكالة الانباء الطلابية (اسنا) عن لاريجاني قوله من دون ذكر الرئيس نجاد «إيران بلد نفط وغاز. والازدهار لا يكمن في الجلوس على سجادة من ذهب وتوزيع المال على الناس. ينبغي استخدام هذا المال لتطوير الانتاج الاقتصادي في البلاد».
وأضاف رئيس مجلس الشورى أن «العدالة الاجتماعية تعني ضمان الوظائف للجميع، لا تقديم المال الى الناس شهرياً»، وذلك في تلميح الى الخطة الحكومية الرامية الى إلغاء الدعم عن المواد الاولية في مقابل تقديم المال إلى الناس مباشرة.

خامنئي يحذّر من محاولات إيقاع الفتنة بين المسلمين
كذلك انتقد لاريجاني رفض نجاد تطبيق قانونين أقرّهما مجلس الشورى يشمل أحدهما تطوير السكن. وقال «في مجلس الشورى، لن نسمح لأحد بانتهاك القانون لأن ذلك يعدّ تمرداً ومخالفة معيبة».
وكان الرئيس الايراني قد طلب قبل شهر، في رسالة وجهها الى مجلس صيانة الدستور، الطعن في دستورية القانونين. لكن مجلس النواب رفض ذلك.
من ناحيته، قال خامنئي، خلال اجتماعه مع كبار المسؤولين الإيرانيين والسفراء الأجانب لمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج، إن واشنطن أنفقت ميزانية ضخمة على شنّ الحروب في العراق وأفغانستان ومساعدة إسرائيل من أجل زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط. وأضاف إن الإسلام يعارض هذه القوى «الفاسدة»، معتبراً أنها في وضع السقوط بينما العالم الإسلامي يزداد يقظة.
وحذر خامنئي من محاولات إيقاع الفتنة بين المسلمين، قائلاً إن «العداء للأمة الإسلامية لا ينتهي، ولا سيما مع تنامي الوعي لدى أبنائها». ودعا هذه الشعوب «الى التحلي بالشجاعة أمام القوى الكبرى».
الى ذلك، قالت شركة التأمين «لويدز أوف لندن»، إنها لن تؤمن أو تعيد التأمين على شحنات نفطية متجهة إلى ايران. وأوضح المستشار العام للويدز، شون مكغوفرن، في بيان، أن «الولايات المتحدة سوق مهمة للويدز وعلى هذا الأساس لن تؤمن السوق أو تعيد التأمين على منتجات نفطية مكررة متجهة لإيران. ستلتزم لويدز دوما بالعقوبات المفروضة».
(يو بي آي، رويترز)