واصل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران، آية الله علي خامنئي، أمس، رسم الأبعاد المرتقبة للسياسة الإيرانية في المنطقة، على وقع الاتفاق النووي بين إيران ودول «5+1»، فتوغّل في مهاجمة إسرائيل والولايات المتحدة.
لم تنخفض حدّة نبرة المرشد الأعلى، أمس، خلال استقباله الآلاف من شرائح الشعب الإيراني، زاد عليها تصريحاً، قد يبدو متكرراً، لكنه مع ذلك سيستفزّ أقلاماً كثيرة في مواجهته ــ إن في إسرائيل أو أميركا وحتى في الدول الغربية بشكل عام ــ وذلك من خلال ردّه على تكهنات «الصهاينة الذين أعلنوا عقب المفاوضات النووية أنهم تخلصوا من هاجس إيران، خلال 25 عاماً المقبلة»، قائلاً «أقول لكم أولاً إنكم لن تبلغوا ذلك اليوم، وبمشيئة الله لن يكون هناك بعد 25 عاماً شيء باسم الكيان الصهيوني، وثانياً إن روح الجهاد والنضال لن تسمح للصهاينة بأن يذوقوا طعم الراحة ولو للحظة».

خامنئي: تفاوضنا
مع أميركا في الشأن النووي ولن نتفاوض معها في مجالات أخرى

خامنئي انتقل في خطابه، أيضاً، إلى الولايات المتحدة، وعمل على التأكيد أنه إذا ما طُويت صفحة المفاوضات النووية، فإن ذلك لا يعني أنه سيتم التفاوض في شؤون أخرى. وبلهجة حاسمة قال «قبلنا بالتفاوض مع أميركا في الشأن النووي، فحسب ولأسباب معيّنة، ولن نسمح بالتفاوض ولن نتفاوض معها في مجالات أخرى». ووصف مساعي الأميركيين للتفاوض مع إيران، بأنها «ذريعة للتغلغل وفرض مطالب البيت الأبيض». وفي الوقت عينه، أشار إلى أن «أداء فريقنا المفاوض كان جيداً ولن نسمح بالتفاوض مع أميركا في مجالات أخرى ولن نتفاوض معهم».
وفيما جدّد التحذير من «الجهود المخادعة لأميركا للتغلغل من بعض المنافذ»، فقد شدّد خامنئي، أيضاً، على أن «الاقتصاد القوي والمقاوم والتطور العلمي المطرد وحفظ وصيانة الروح الثورية، ولا سيما لدى الشباب، هي ثلاثة عناصر المواجهة المقتدرة مع العداء الذي لا ينتهي للشيطان الأكبر».
في هذا الإطار، وصف المرشد الأعلى «الخطوة التاريخية للإمام الخميني في إعطاء لقب الشيطان الأكبر لأميركا» بأنها «حركة مليئة بالمعاني». واعتبر أن «رئيس جميع شياطين العالم هو إبليس، لكن إبليس يقتصر عمله على الإغواء والتضليل، في حين أن أميركا تغوي وتضلّ وترتكب المجازر وتفرض الحظر وتنافق». كما انتقد، بشدة، من يسعون إلى تلميع صورة الولايات المتحدة «الأقبح من إبليس» وتصويرها على أنها «ملاك ومنقذ».
من جهة أخرى، تطرّق خامنئي إلى الانتخابات البرلمانية المقبلة، وقال إن نتيجة أي انتخابات تعد حقاً من حقوق الناس، وسيجري الدفاع بكل ما يمكن عن حق الشعب. واعتبر الانتخابات بأنها «مهمة جداً وتجسيد لحضور الشعب وثقته ورمز للسيادة الشعبية الدينية والحقيقية في إيران»، موضحاً أنه «بسبب هذه الأهمية الفريدة، نجد أن الانتخابات في إيران لم تتأخر، حتى يوماً واحداً طيلة 37 عاماً الماضية، مهما كانت الظروف صعبة».
وفي السياق ذاته، قال خامنئي «للأسف إن واحدة من العادات السيئة لدى البعض في الداخل، هي التشكيك بنزاهة الانتخابات»، موضحاً أن «وقوفنا في عام 2009 أمام إصرار البعض على إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية، كان من أجل الدفاع عن حق الناس وأصوات الشعب». كما أضاف، على هذا الصعيد، إن «مجلس صيانة الدستور هو العين المبصرة للشعب والنظام في الانتخابات»، مؤكداً أن «جزءاً من حق الناس هو تحديد الأهلية السياسية للمرشحين من قبل مجلس صيانة الدستور».
في هذه الأثناء، اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن سياسة الاقتصاد المقاوم تشكل المحور الأساس لبرامج الحكومة الاقتصادية، معلناً أنه سيتم، قريباً، تشكيل لجنة الاقتصاد المقاوم برئاسة النائب الأول لرئيس الجمهورية.
وأوضح روحاني أن «ظروف البلاد من الناحية الاقتصادية ستتغير، بعد الاتفاق النووي، وقد توفرت الأرضية لحضور المستثمرين وموفري فرص العمل الأجانب». وقال «نشهد الآن زيارات رؤساء ووزراء خارجية واقتصاد من مختلف الدول، بمعية فرق اقتصادية واستثمارية كبيرة في إيران، وفي هذا السياق ينبغي على جميع مسؤولي المحافظات في البلاد الحضور بفاعلية والتعريف بمؤشرات محافظاتهم لاستقطاب الاستثمارات والمستثمرين الأجانب، كي نتمكن من الاستفادة من الظروف الحاصلة بصورة جيدة».
(الأخبار)