دعا الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، الولايات المتحدة إلى التخلي عن «منطق رعاة البقر» لتتمكّن من إجراء حوار مع طهران بشأن البرنامج النووي لبلادهقال الرئيس الإيراني محمود أحمد نجاد، خلال تدشين مشاريع صناعية أمس في محافظة قزوين الشمالية، موجّهاً خطابه إلى الولايات المتحدة «تتبنّون القرارات لتجروا حواراً. إنه منطق رعاة البقر، الذي لا مكان له في إيران. إذا تعاملتم بأدب، فنحن مستعدون للتحاور باحترام. نحن صبورون ونتابعكم وأنتم تقومون بألعابكم البهلوانية».
وأضاف نجاد «إنهم يقولون إن إيران يمكنها إنتاج قنبلة خلال سنتين. هذا ليس صحيحاً. نحن لا نريد القنبلة»، مضيفاً إنه «حتى إذا كان ذلك صحيحاً، فهم لا يخافون من القنبلة. الأميركيون أنفسهم يقولون إنهم يملكون أكثر من خمسة آلاف قنبلة ذرية. كيف يمكن أن يخافوا من قنبلة واحدة؟». وأضاف «إنهم يفرضون عقوبات على المصارف وبعض المنتجات ويعتقدون أننا سنسلمهم مفاتيح البلاد. عليهم أن يعلموا أنهم سيحملون إلى القبر حلم تخلّينا عن جزء صغير من حقوقنا» في المجال النووي.
وكرّر نجاد «نحن نؤيد إجراء مفاوضات». لكنه أضاف إنّ على الغربيين «الجلوس مثل التلاميذ المجتهدين» على طاولة المفاوضات.
من ناحية ثانية، قال الرئيس الإيراني إنّ «تفجيرات زاهدان الإرهابية ترجمة كاملة لوعود (الرئيس الأميركي) باراك أوباما ومجلس الأمن الدولي بدعم مباشر لأعداء الشعب الإيراني».
وأضاف «إنّ الولايات المتحدة في مساندتها للإرهاب لها ضلوع مباشرة في تفجيرات زاهدان الإرهابية الأخيرة».
ووجّه الرئيس الإيراني خطابه إلى الحكومة الباكستانية، قائلاً «رغم أننا أصدقاء ونقف إلى جانب الشعب الباكستاني، فإنّ على حكومة هذا البلد أن تتحمل المسؤولية وتحسم أمرها مع هؤلاء الإرهابيين»، الذين نفّذوا تفجيري زاهدان.
كذلك أوعز الرئيس الإيراني إلى دائرة الشؤون القانونية في رئاسة الجمهورية بمتابعة شكوى إيران في المحافل الدولية في شأن تعاون حلف الأطلسي وإسرائيل مع الإرهابيين، استناداً إلى الوثائق المتوافرة.
وفي السياق، قال مساعد وزير الداخلية الإيراني، علي عبد الله لتلفزيون «العالم»، إنّ «نمط التخطيط للعملية الإرهابية (في زاهدان) يشبه كثيراً تخطيطات الموساد لضرب الرموز الفلسطينية»، معتبراً أنّ «السعودية تقدّم دعماً مالياً ولوجيستيا لنشر الفكر الوهابي في تلك المنطقة. كما أنّ الولايات المتحدة تقدّم دعماً تدريبياً لعناصر الجماعات الإرهابية هناك».
وفي سياق آخر، أعلن مسؤولون غربيون أن إيران، التي أحكِمت العقوبات عليها بسبب برنامجها النووي، تعتمد على مصرف إيراني صغير في ألمانيا، لتنفيذ أعمال بالنيابة عن شركات إيرانية مرتبطة ببرامجها العسكرية والصاروخية واردة أسماؤها ضمن اللائحة السوداء بالنسبة إلى أميركا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن مصدر مطلع على المسألة، أن مصرف التجارة الأوروبي ـــــ الإيراني «إيه جي» المعروف باسم «اي آي اتش»، أنجز أعمالاً تفوق المليار دولار لشركات لها علاقة ببرامج إيران العسكرية التقليدية، وحصولها على صواريخ باليستية، بينها شركات مدرجة على القائمة السوداء. وأشارت إلى أن اسم المصرف مدرج على لائحة وزارة الخزينة الأميركية السوداء.
وقال متحدث باسم وكالة مراقبة المصارف الألمانية إن «اسم أي آي اتش، ليس وارداً ضمن قرارات مجلس الأمن الدولي»، وبالتالي فبإمكانه العمل بحرية وفقاً لقانون المصارف الألماني.
ومن المقرر أن يعقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اجتماعاً في 26 تموز الحالي لمناقشة عقوبات الاتحاد الأوروبي الجديدة التي تستهدف التجارة الإيرانية.
في هذه الأثناء، اتهم رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، الأمم المتحدة بأنها لا تعمل من أجل السلام في العالم، لأنها تحت سيطرة الولايات المتحدة.
وقال لاريجاني، أمام المؤتمر العالمي الثالث لرؤساء البرلمانات، الذي ينظمه الاتحاد البرلماني في جنيف، إن «الهيكلية الحالية لم تعجز فقط عن ضمان السلام والأمن العالميين، بل إنّها أسهمت في بروز ظاهرة جديدة مثل الإرهاب».
وكان لاريجاني قد بحث المسألة النووية الإيرانية مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في جنيف.
إلى ذلك، أعلن مدير مؤسسة رجال الأعمال والمنتجين المساندين لبرامج حكومة الرئيس محمود نجاد، قاسم شملان، أنّ أقوى حزب اقتصادي في إيران سيبدأ قريباً نشاطاته في البلاد.
(يو بي آي، مهر، أ ف ب)