حرب التسريبات الاستخبارية لا تزال مستمرة بين الولايات المتحدة وإيران، فيما أصداء اعتداء زاهدان مستمرة مع توسّع مروحة المتهمينأكد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، أمس، تورط أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية «والصهيونية» في اعتداءات الخميس الماضي في زاهدان، فيما كشف إيراني «مصدر عليم» أن الخبير النووي شهرام أميري، الذي كان «مخطوفاً» في الولايات المتحدة قد زوّد استخبارات بلاده بمعلومات «قيّمة» عن الاستخبارات الأميركية.
ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية، عن المصدر قوله إن الخبير النووي الإيراني نقل بالإضافة إلى هذه المعلومات رقمين تابعين لسيارات وكالة الاستخبارات المركزية. ووصف عودة أميري إلى طهران بأنها حرب إعلامية بين الاستخبارات المركزية الأميركية وجهاز الأمن الإيراني الذي خطط لهذه المسألة.
وقال المصدر «إن المعلومات التي حصلنا عليها من أميري لدى عودته إلى أرض الوطن كان من الصعب الحصول عليها وهو في أميركا، وذلك بسبب بعد المسافة والمشاكل الناجمة عن ذلك، لذا فإن ذلك يُعدّ نصراً عظيماً للغاية». وأوضح «أن هذه المعلومات يمكن تقسيمها إلى عدة أقسام، الأول أن وكالة «سي.آي.إيه» خُدِعت بالنصّابين المحترفين في مجال المعلومات، حيث إن بعض المراكز التي كانت تجمع المعلومات لها بشأن البرنامج النووي الإيراني زودتها بمعلومات كاذبة بعد ابتزازها».
وتابع: «لقد استطعنا التوصل إلى المعلومات التي تؤدي إلى إرشادنا عن الأهداف التي تريد أميركا تحقيقها من خلال إكمال السيناريو المضلّل لها، وبالتالي عرفنا الأشخاص الذين تريد خطفهم وتختلق لهم وثائق مزورة».
وأضاف المصدر الإيراني: «إن وكالة سي آي إيه، التي أصرت على مواصلة هذا النهج، قدمت معلومات خاطئة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومارست الضغوط عليها لاتخاذ موقف ضد إيران، واعتمدت في ذلك على وثائق مزورة، لذا كانوا يصرّون على إعلام أميري أنهم حصلوا على جهاز حاسوب محمول».
خامنئي يحمّل مسؤولية اعتداء زاهدان لـ«الأيدي المجرمة للمتعصبين الوهابيّين»
من جهة ثانية، اتّهم خامنئي، في بيان صدر لمناسبة مرور أسبوع على اعتداءات زاهدان التي أعلنت منظمة «جند الله» مسؤوليتها عن تنفيذها الخميس الماضي، «الأيدي الآثمة والمجرمة للمتعصبين الوهابيين» بارتكاب هذه الجريمة، وقال إن «الجمهورية الإسلامية التي كانت على مرّ عشرات السنين أكبر داعم للمسلمين المظلومين في غزة وفلسطين وأفغانستان وكشمير وسائر المناطق الإسلامية وأكثرها وثوقاً، تتعرض اليوم لسهام هذه المؤامرة الخبيثة التي خططت لها أجهزة الاستخبارات الأميركية والصهيونية والبريطانية، لكي تدخل حسب أوهامهم الباطلة في فتنة مذهبية ونزاع بين الشيعة والسُّنة».
من جهة ثانية، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أنه «في الوقت الحالي لا تحاول إيران في ما يبدو حل المشاكل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بجدية حقيقية. بدأنا بالفعل جولات كثيرة من المفاوضات مع إيران ولن يدهش أحد أن أكون متشككة قليلاً في ما إذا كانت ستؤدي إلى شيء».
في غضون ذلك، ذكر تقرير لصحيفة «واشنطن بوست»، أمس، أنه بعد أسابيع من فرض الولايات المتحدة والأمم المتحدة عقوبات جديدة على إيران، تراجعت قدرة طهران على شحن البضائع؛ لأن كبريات شركات التأمين الغربية قاطعت شركات الشحن الإيرانية خوفاً من مخالفة القوانين الأميركية.
وأكد نائب مدير شركة «سي بارس» الإيرانية، محمد روناغي، التي توفر خدمات لمالكي السفن الدولية وشركات التأمين البحرية، أن «السفن التي تحمل العلم الإيراني تواجه مشاكل في مختلف أنحاء العالم لأنها لا تملك حالياً غطاءً تأمينياً بسبب العقوبات الجديدة».
من جهة أخرى، انتخب أعضاء مجلس صيانة الدستور، مجدداً، أحمد جنتي، أميناً للمجلس، وعباس علي كدخدائي متحدثاً باسم المجلس.
من جهة ثانية، قال مسؤول في شركة خطوط الأنابيب الحكومية التركية «بوتاش»، إن تدفق الغاز الطبيعي من إيران قد يستأنف خلال أسبوع، بعد توقفه بسبب انفجار في خط أنابيب يقع في شرق تركيا. وأعلن حاكم إقليم أغري التركي، علي يرليكايا، أنّ «من المؤكد أن هذا الانفجار من فعل أعضاء منظمة إرهابية انفصالية» وذلك في إشارة إلى منظمة حزب العمال الكردستاني.
إلى ذلك، قتل شخص وأصيب 30 آخرون، جراء هزة أرضية بلغت قوتها 5,8 درجات، وقعت ليل الثلاثاء الأربعاء في جنوب إيران.
(فارس، إرنا، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)