أقرّ البرلمان الأوروبي يوم أمس الإجراءات العاجلة التي اقترحها رئيس المفوضية الاوروبية، جان كلود يونكر، لنقل 160 ألف لاجئ ممن وصلوا أوروبا في الأشهر الماضية، وتوزيعهم على دول الاتحاد، وذلك كـ«خطوة أولى» تسبق إيجاد آلية توزيع «دائمة» وإلزامية للتعامل مع تفاقم ظاهرة اللجوء، والتي يُتوقع أن تُشغل أوروبا لسنوات مقبلة.
وصوّت 432 من النواب لمصلحة القرار غير الملزم، فيما عارضه 142 نائباً، وامتنع آخرون عن التصويت.
وقال البرلمان الأوروبي في بيان إن أعضاءه «رحّبوا بالاقتراح الجديد للنقل الطارئ للمزيد من طالبي اللجوء من إيطاليا واليونان والمجر، بالاضافة الى آلية التوزيع الدائمة». وكان يونكر قد قدّم مقترحه يوم أول من أمس، في خطاب أمام البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ، حيث حض الدول الاوروبية على عدم التمييز بين اللاجئين بناءً على ديانتهم، وقال إن «الوقت قد حان لأن نتعامل بإنسانية وكرامة» مع اللاجئين. وفيما تتزايد الانتقادات لاتفاقات «شنغن» التي تنظم حرية التنقل في أوروبا، أكد رئيس المفوضية الاوروبية أنه لن يعاد النظر في هذه الانظمة خلال ولايته، بل ذهب أبعد من ذلك، قائلاً إنه «ينبغي تعديل قانوننا الداخلي للسماح للمهاجرين بالعمل فور وصولهم الى أراضي الاتحاد الاوروبي»، داعياً كذلك الى إيجاد «سبل قانونية» للهجرة، وبشكل عاجل.
للصورة المكبرة انقر هنا

وأمس، دعا أعضاء البرلمان الاوروبي الى إعادة النظر في معاهدة دبلن بشأن اللاجئين، التي تنص على تقديم طلبات اللجوء في أول بلد يصل اليه اللاجئ. وقال النواب إنهم «مستعدون للعمل على مشاريع قوانين لوضع سياسة هجرة ولجوء صلبة للمستقبل»، ودعوا أيضاً وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، فيديريكا موغيريني، إلى عقد مؤتمر دولي حول اللاجئين، «بهدف وضع استراتيجية دولية مشتركة للمساعدات الانسانية»، يشارك فيه الاتحاد الاوروبي ووكالات الامم المتحدة والولايات المتحدة ومنظمات غير حكومية ودول عربية. وفي اجتماع طارئ سيُعقد يوم الاثنين المقبل، سينظر وزراء داخلية الاتحاد الاوروبي في الخطط التي تطرحها المفوضية حول اللاجئين، وذلك وسط معارضة بعض الدول الاعضاء من أوروبا الشرقية. وقد تدعو بروكسل الى عقد قمة خاصة لإقرار هذه الخطط. وفي سياق متصل، أعلن أمس الصندوق الائتماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي تقديم 17.5 مليون يورو لدعم 240 ألف لاجئ سوري في تركيا، يُخصص جزء منها لتقديم قسائم طعام شهرية، ولبرامج تعليمية للأطفال.

أداء قادة أوروبا «يكشف عن أزمة سياسية خطيرة»


«على مرّ الأشهر، قامت أوروبا بالقليل، وبشكل متأخر جداً»، رأت 13 صحيفة أوروبية في نداء مشترك وجهته أمس إلى قادة الاتحاد الاوروبي، لحثّهم على التحرك من أجل مساعدة اللاجئين. ورأت الصحف هذه، وبينها «ذي إندبندنت» البريطانية و«ايل باييس» الاسبانية و«لاريبوبليكا» الايطالية و«داي تسايت» الالمانية و«ليبراسيون» الفرنسية، أن «رفض التحرك يكشف عن أزمة سياسية خطيرة»، داعية قادة الاتحاد الاوروبي إلى «وضع آليات بسيطة ومضمونة وعملية لإفساح المجال أمام اللاجئين لطلب اللجوء في أوروبا، من دون أن يضطروا إلى المجازفة بحياتهم من أجل المجيء الى هنا». وطالبت الصحف المذكورة أيضاً بـ«إبداء تضامن حيال الدول الواقعة على حدود أوروبا، والتي يصلها أولاً المهاجرون واللاجئون، (وذلك) عبر تمويل وتنظيم نظام استقبال آمن ولائق ومنسّق على تخوم أوروبا، يتضمن تقييماً سريعاً وعادلاً لطلبات اللجوء». ودعت الصحف المذكورة الاتحاد الاوروبي إلى «دعم تقاسم أكثر عدلاً للاجئين بين الدول الاعضاء»، وإلى تعليق اتفاقات دبلن التي تنص على إعادة طالبي اللجوء الى النقطة التي دخلوا منها أوروبا. كذلك عبّرت الصحف عن رغبتها في «زيادة المساعدات المالية والانسانية المخصصة لدول الشرق الاوسط المتضررة من جراء النزاع السوري»، وفي قيام الاتحاد الأوروبي بـ«ممارسة ضغط أقوى على أطراف أساسية دولية أخرى، مثل إيران وروسيا والسعودية وتركيا والولايات المتحدة، لحثّها على بذل أقصى جهودها لجمع أطراف النزاع السوري على طاولة مفاوضات سلام، برعاية الامم المتحدة».

(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)