صعّدت كوريا الشمالية أمس من لهجتها في وجه الولايات المتحدة، بعد اتهامها للأخيرة بالسعي إلى إشعال حرب معها، بالتزامن مع حثّ وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون «أصدقاءنا وحلفاءنا في آسيا» على مواصلة تطبيق العقوبات المفروضة من الأمم المتحدة على بيونغ يانغ «تطبيقاً كاملاً وبشفافية». ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية عن صحيفة حزب العمال الحاكم في الشمال قولها، في افتتاحية أمس، إن «واشنطن وسيول المتحالفتين عازمتان على إشعال حرب»، موضحةً أنه إذا «أثارت الولايات المتحدة حرباً جديدة، فإنها ستتمثل فقط بالجثث والمقابر». وجددت نفي تورّط كوريا الشمالية بغرق السفينة الكورية الجنوبية «تشونان».
في هذا الوقت، توعد المتحدث باسم الوفد الكوري الشمالي في «المنتدى الإقليمي للأمن في آسيا»، ري تونغ إيل، برد ملموس على العقوبات التي قررت الولايات المتحدة فرضها على بلاده في أعقاب غرق «تشونان». وقال: «لم نعد في القرن التاسع عشر الذي كانت تسود فيه لغة المدافع»، مضيفاً أن «العقوبات تعبّر صراحة عن توسيع وتكثيف سياسة معادية حيال جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية».
وعلّق ري تونغ على التدريبات العسكرية الأميركية الكورية الجنوبية التي ستبدأ غداً وتدوم 4 أيام في البحر الشرقي، واصفاً إياها بأنها «تمثّل تهديداً للسلام العالمي» و«انتهاكاً» للإعلان الذي تبناه مجلس الأمن الدولي بعد غرق السفينة.
وفي السياق، أعربت الصين حليفة النظام الشيوعي الشمالي عن «قلقها» من التدريبات، مشيرةً إلى أنها قد تضاعف «التوتر الإقليمي»، فيما أعلنت اليابان أنها سترسل أربعة من ضباط بحريتها لمتابعة المناورات.
في هذه الأثناء، دعت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، الدول المشاركة في المنتدى الإقليمي عن الأمن في آسيا المنعقد في هانوي، إلى تقديم الدعم لتطبيق عقوبات الأمم المتحدة على كوريا الشمالية.
وقالت كلينتون أمام المشاركين: «هنا في آسيا، تشن كوريا الشمالية المعزولة والداعية إلى الحرب حملة استفزازات خطيرة»، تضمنت خصوصاً «هجوماً على سفينة تشونان العسكرية الكورية الجنوبية». وأضافت أن على بيونغ يانغ أن «تغير سلوكها جذرياً» وأن «تحترم التزامها بنزع السلاح النووي» كما أعلنته في عام 2005.
في هذه الأثناء، نقلت وكالة «يونهاب» اقتراح القيادة الموحدة للأمم المتحدة برئاسة الولايات المتحدة على كوريا الشمالية «تأليف مجموعة تقويم مشتركة» للنظر في أسابب غرق «تشونان» وتحديد ما إذا كان الغرق يعد خرقاً لاتفاقية الهدنة التي أوقفت الحرب الكورية قبل 60 عاماً.
(أ ف ب ، يو بي آي، رويترز)