أعلنت طهران، أمس، استعدادها لبدء مفاوضات على الفور مع مجموعة فيينا (الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا) حول تبادل الوقود النووي، مؤكدة من جهة أخرى انها لا تسعى الى تجميع مخزون من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة. وقال رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة النووية، علي أكبر صالحي، لوكالة مهر «نحن مستعدون لبدء مفاوضات مع الجانب الآخر اعتباراً من الأيام المقبلة» حول تبادل الوقود النووي. وأوضح أن هذه المفاوضات مع مجموعة فيينا يمكن أن تجرى في فيينا، حيث مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية.وأدلى صالحي بتصريحاته رداً على إعلان الولايات المتحدة الاربعاء، الذي جاء فيه «نحن مستعدون تماماً لمواصلة المفاوضات مع إيران حول تفاصيل عرضنا الأولي في ما يتعلق بمفاعل الأبحاث الطبية في طهران»، مشيراً بذلك إلى عرض طهران الذي قدّمته في أيار، برعاية تركيا والبرازيل، والذي ينص على إرسال 1200 كيلوغرام من اليورانيوم الإيراني المخصب بنسبة 3,5 في المئة الى تركيا، حيث يُخزن في انتظار تلقي 120 كيلوغراماً من الوقود النووي لمفاعل طهران.
وقال صالحي «نريد الوقود المخصب بنسبة 20 في المئة لمفاعل طهران فقط حالياً. اذا امتلكنا مفاعلات اخرى من هذا النوع في المستقبل، فستكون المسألة مختلفة». وتابع «اذا سلمونا مئة كيلوغرام من الوقود، فسوف تكفي سبع سنوات أو ثمانياً».
من جهة أخرى، قال صالحي إن إيران «تفضل أن تجري المفاوضات (مع الدول الست) في تركيا بعد انتهاء شهر رمضان في التاسع من أيلول».
من جهته، أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، علي لاريجاني، أن إيران لن تتخلى عن حقوقها المشروعة، واصفاً سياسة العصا والجزرة التي ينتهجها الغرب في التعامل مع الموضوع النووي الايراني بأنها «منطق خطأ».
وقال لاريجاني، خلال ملتقى شعبي شمال إيران، «لو كان لدى الكيان الصهيوني الامكانية والجرأة المطلوبتان للقيام بعمل عسكري ضد إيران لقام بذلك من دون انتظار التوصية من الكونغرس الأميركي».

مسؤولون أميركيون وإسرائيليون يبحثون الأزمة النووية الإيرانية في واشنطن

كذلك أشار لاريجاني إلى بيان نواب في الكونغرس اعتبر أن إيران تدعم الارهاب لأنها تدعم حزب الله اللبناني، مؤكداً أن «إيران تفتخر بدعمها لحزب الله وإن هذا الحزب قوة شيعية مقتدرة، يتبنّى الفكر الإسلامي الأصيل وكرّس الفكر الجهادي في تنظيمه». ورأى أن الارهابيين هم من يضعون الأسلحة والمعدات تحت تصرف إسرائيل كي يقصف بها الشعب اللبناني.
وكان مسؤولون أميركيون وإسرائيليون قد عقدوا أول من أمس، اجتماعاً في واشنطن، لبحث الأزمة النووية الايرانية والعقوبات الاقتصادية الهادفة الى إجبار طهران على التخلي عن طموحاتها
النووية.
وأبلغ المستشار الخاص لوزارة الخارجية الأميركية لشؤون مكافحة الانتشار النووي ومراقبة الاسلحة، روبرت اينهورن، لجنة إصلاح الدولة في مجلس النواب، أن الولايات المتحدة على «اتصال واسع مع الاسرائيليين».
من جهته، حذّر وزير الدفاع البريطاني، وليام فوكس، من اندلاع سباق جديد للتسلح النووي في منطقة الشرق الأوسط، قائلاً «إذا امتلكت إيران أسلحة نووية، فسيكون من المحتمل أن تحذو السعودية ومصر وتركيا حذوها ونرى أنفسنا في سباق جديد للتسلح النووي في الشرق
الأوسط».
(أ ف ب، مهر)