بدأت كوبا بنقل معتقليها السياسيين إلى سجون في المحافظات التي تقطن فيها عائلاتهم. ويرجح أن التدبير الذي بدأ نهار الثلاثاء سيشمل ما بين 15 و17 معتقلاً.ويأتي التدبير إثر وساطة قامت بها الكنيسة الكاثوليكية مع الحكومة الكوبية، وتوجت بلقاء من خمس ساعات أجراه قبل أسبوعين الرئيس راوول كاسترو مع قيادة الكنيسة. والتدبير هو جزء من الاتفاق الذي وقع بين الطرفين والذي يتضمن أيضاً إطلاق سراح عدد من المعتقلين وإبعادهم على الأرجح إلى إسبانيا، ونقل عدد من الذين يعانون أوضاعاً صحية سيئة إلى مستشفيات، إضافة إلى إعادة السماح لـ«السيدات البيضاء»، وهي كناية عن لجنة أهالي المعتقلين السياسيين، باستعادة تحركاتها السلمية الاحتجاجية.
والمعتقلون المنقولون هم جزء من المعارضين الـ75 الذين اعتقلوا عام 2003، وبقي منهم 53 في السجن، بعدما نالوا عقوبات من 6 إلى 28 سنة سجن. وترى الأوساط المعارضة ومنظمة «العفو الدولية» أن هناك نحو مئتي معتقل سياسي في كوبا، فيما ترفض السلطات الكوبية هذه التسمية. وترى أن هؤلاء حوكموا وأدينوا حسب التشريعات القائمة في الجزيرة بصفتهم «مرتزقة يعملون لمصلحة الإمبريالية الأميركية».
ورحّبت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين بالإجراءات الجديدة، قائلة إنها «تمثل خطوة أولى»، مشيرة إلى أنّ من «الأفضل أن يكون أزواجنا على مسافة 20 كيلومتراً من البيت بدلاً من وجودهم في الطرف الآخر من الجزيرة». لكنها رأت في المقابل «أن مكانهم الطبيعي والشرعي هو بين ذويهم ومع أولادهم».
من جهة أخرى، رأى المغني والشاعر الذي يرمز إلى الثورة الكوبية، سيلفيو رودريغيز، أن المعتقلين السياسيين «خرقوا القوانين، لكن حان وقت إطلاقهم لأنهم نالوا عقوبات قاسية جداً مقارنة بما فعلوه».
كذلك طالب بالإفراج عن الكوبيين الخمسة المعتقلين في الولايات المتحدة لـ«أسباب خرافية ووفق مسار مليء بالمخالفات». وأعطى رودريغيز هذه التصريحات من الولايات المتحدة حيث سيبدأ جولة فنية نهار الجمعة في مسرح كرنيجي هول، بعدما نال تأشيرة دخول للولايات المتحدة مدتها أسبوعان، وذلك للمرة الأولى بعد مرور ثلاثين سنة.
وعلق رودريغيز قائلاً: «إني سعيد جداً بوجودي هنا... ووصلت التأشيرة عندما لم أعد أنتظرها لأني كنت قد فقدت الإيمان بإمكان الحصول عليها»، مذكراً بأنه تقدم بطلبات للحصول على تأشيرة مرات عديدة وتلقى رفضاً تلو الآخر، وبأنه تقدم بطلبه الأخير في أيار من العام الماضي.
(الأخبار)


اعتادت صحيفة «غرانما»، الناطقة باسم الحزب الشيوعي بقيادة راوول كاسترو، نشر عدد من رسائل القراء تنتقد واقع الاقتصاد في كوبا، ومن بينها واحدة جاء فيها: «علينا أن نضغط من أجل آليات أو بنى جديدة... اليوم قبل الغد، لأن في الغد قد يكون فات الأوان». فيما عبرت رسالة ثانية عن ضرورة تأقلم «الاشتراكية مع الظروف الجديدة لكي تستمر وعدم التشبث بأنظمة فادت ربما في الماضي ولم تعد تنفع».
(الأخبار)