قدّم الرئيس الأميركي باراك أوباما مرشحه لمنصب مدير مجلس الاستخبارات القومي، وسط تكهنات مسبقة بعدم نجاحه بسبب رفض الوكالات الاستخبارية التعاون معه
ديما شريف
لم يُثر تقديم الرئيس الأميركي باراك أوباما، يوم السبت، نائب وزير الدفاع الأميركي لشؤون الاستخبارات، جايمس كلابر، لكونه مرشحه لمنصب مدير مجلس الاستخبارات القومي، أيّ مفاجأة لدى المراقبين. فبين الأسماء المرشحة التي سربت قبل أسابيع، عقب استقالة المدير السابق دنيس بلير، كان يبدو أنّ كلابر هو الأوفر حظاً بنيل الترشيح الرئاسي، ليس لأنّه الأفضل بل بسبب رفض المرشحين الآخرين المنصب الذي يبدو أنّه لعنة على كلّ من شغله في السابق. ففي خلال خمس سنوات منذ إنشاء المجلس، الذي ينسّق العمل بين 16 وكالة استخبارية، جرى تغيير ثلاثة مديرين له. والمجلس، الذي تقرر إنشاؤه لتفادي أي أحداث مماثلة لـ11 أيلول 2001، ينسق بين وكالات استخبارية لا تثق إحداها بالأخرى، ولم تكن تريد إنشاء المجلس أصلاً لكنّها قبلت بحكم الأمر الواقع. وهذا ما جعل مدير المجلس مكروهاً منها ورفضت التعاون معه. إلى جانب ذلك، لم يعط إلى المجلس ومديره صلاحيات حقيقية لإجراء الإصلاح المطلوب. كذلك تبيّن خلال السنوات الماضية أنّ مدير المجلس كان أول شخص يلام عند حدوث أي تهديد إرهابي يطال الولايات المتحدة ومصالحها خارج البلاد. ومن هنا استقال مايك ماكونيل وجون نيغروبونتي ودنيس بلير واحداً تلو الآخر ليأسهم من عدم قدرتهم على فعل شيء. حقيقة اعترف بها السيناتور السابق عن إنديانا لي هاملتون، الذي كان رئيس لجنة 11 أيلول التي أنشأها الكونغرس وأوصت بإنشاء المجلس. فهو قال عقب استقالة بلير: «أظنّ أنّ المنصب صعب جداً ولا يمكن إدارته». وأضاف أنّه يجب أن يقلق المسؤولون بسبب تغيير 4 مديرين «لأهم منصب في الحكومة». وقال هاملتون: «أظن أنّ الذين تسلموا المنصب من قبل استقالوا لعدم وجود سلطة حقيقية لتغيير ما». ويلوم البعض استقالة المدير الأخير للمجلس، دنيس بلير، على عدم قدرته على منافسة رئيس وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ليون بانيتا. فهو تواجه معه في حالات عدّة، منها رغبته بتعيين مسؤولي الاستخبارات في البلدان الأجنبية، وهو ما رفضه بانيتا. كذلك طلب أن يكون هناك إشراف أكبر على عمليات الوكالة السرية ورفض بانيتا ذلك مجدداً. وما أزعج بلير أكثر هو وقوف أوباما ونائبه جو بايدن إلى جانب بانيتا في هاتين المسألتين. ويقول البعض إنّ بانيتا سيتغلب على أي مدير للمجلس يأتي من خلفية عسكرية، لكونه اختبر الحياة السياسية في واشنطن، فهو كان سيناتوراً سابقاً ورئيساً لموظفي البيت الأبيض في عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون.
ويمكن من هنا الاستنتاج أنّ المدير الجديد للمجلس، جايمس كلابر، سيواجه متاعب مع بانيتا أيضاً. ويعتقد بعض المسؤولين الاستخباريين أنّ تعيين كلابر يعني أنّ البيت الأبيض يريد تقليص نطاق عمل المجلس قبل اقتراح إلغائه ربما في الفترة المقبلة، لعدم فعاليته.
وكلابر يشغل منصب نائب وزير الدفاع لشؤون الاستخبارات منذ 2007، وكان قبل ذلك مديراً لوكالة استخبارات الجيوفضائية. وهو تقاعد من سلاح الجو الأميركي في 1995، وتنقل خلال عمله العسكري في مناصب عدّة. فكان مديراً لوكالة الاستخبارات الدفاعية ونائباً ثم مساعداً لرئيس الأركان لشؤون الاستخبارات. وهو بين تقاعده من الجيش وعمله الحكومي، عمل في القطاع الخاص، في شركة فردنينبرغ التي تقدم خدمات لوكالات الاستخبارات، وفي «بوز ألن هاميلتون» التي تقدم المشورة للوكالات الحكومية، و«إس آر آي» التي تختص بالأمن القومي والدفاع.