شنّ رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، أمس، هجوماً موازياً لذلك الذي يشنّه على إسرائيل، لكن هذه المرة على خصومه الداخليين الذين اتهمهم بالدفاع عن الدولة العبرية.واتّهم أردوغان حزب «الشعب الجمهوري» المعارض، من دون أن يسمّيه، بـ«الدفاع عن تل أبيب». وبرّر عدم تسمية رئيس «الشعب الجمهوري» كمال كليتش دار أوغلو، بالقول إنه «لا يريد أن يزيد من قيمته»، وذلك رداً على حملة الانتقادات التي أطلقتها المعارضة تجاهه منذ يومين، على خلفية التعاطي الدبلوماسي لحكومته مع جريمة «أسطول الحرية».
وقال أردوغان إنّ «بعض الناس يتكلمون باسم تل أبيب، ويدافعون عنها عندما يضعون علامات استفهام حول طريقتنا في ممارسة الدبلوماسية». وبرر رئيس الحكومة التركية الجهد الدبلوماسي لحكومته بالقول: «لا يمكن تركيا الوقوف جانباً بما أنّ لدينا علاقات تاريخية وثيقة مع المنطقة، وبما أن القدس مدينة مقدسة بالنسبة إلى الديانات السماوية الثلاث».
وكان كليتش دار أوغلو، المنتخَب حديثاً لرئاسة أكبر أحزاب المعارضة التركية، قد انتقد أردوغان وحكومته لأنّه «كان عليهم بذل الجهود قبل سقوط ضحايا أسطول الحرية لا بعدها»، محملاً طاقم الأسطول مسؤولية حصول الجريمة لأنهم لم يتمكنوا من الاتفاق مع السلطات العبرية. وناقض رئيس حزب المعارضة بذلك، الأصوات التي خرجت من داخل حزبه غداة المجزرة، ورأت أنه كان على الحكومة إرسال سلاح البحرية التركية لحماية الأسطول.
وسبق لكليتش دار أوغلو أن انتقد خطاب رئيس الوزراء الذي ألقاه يوم الجمعة الماضي، والذي أشار فيه إلى أنّ التوراة تمنع على اليهود القتل. وعن هذا الموضوع، قال كليتش دار أوغلو: «بما أن أردوغان يلجأ إلى وصايا العهد القديم، نذكّره بأن الوصية الثامنة تنص على أن لا تسرق، فماذا بشأن هذه الوصية؟»، ليصف حكومة حزب «العدالة والتنمية» بأنها «حكومة الفساد المالي».
وجاء ردّ أردوغان قاسياً عندما أجاب: «أحمد الرب على أنّني قرأت التوراة والإنجيل والقرآن مراراً، وعلى كليتش دار أوغلو قراءة القرآن قبل أن يخطب بجماهيره».
وكان أردوغان قد عقد سلسلة من اللقاءات مع وجوه رياضية تركية بارزة في إطار مناقشة «خطة الانفتاح الديموقراطي» الحكومية الرامية إلى حلّ القضية الكردية. واستعمل أردوغان مصطلحات رياضية لوصف ما تحاول حكومته فعله حالياً في الأزمة مع إسرائيل، بالقول: «ليس الوقت لإمرار الكرة في وسط الملعب. إنه وقت التمريرات الحاسمة لتأدية لعب جماعي ينتهي بتسجيل الهدف في المرمى».
وسارع كليتش دار أوغلو إلى رد تهمة الدفاع عن إسرائيل عن نفسه، داعياً أردوغان إلى البحث عن مناصري تل أبيب في داخل حزبه، «وسيجدهم في شخص نائبه بولنت أرينش». ولكلام المسؤول الحزبي التركي إشارة إلى دفاع أرينش، أول من أمس، عما نُقل عن الداعية الإسلامي التركي فتح الله غولن، الذي يعيش في منفاه الأميركي الاختياري منذ 1997، والمعروف أنه أحد أقوى داعمي «العدالة والتنمية». وجوهر ما نُقل عن لسان غولن، هو تحميل مسؤولية مجزرة «أسطول الحرية» لمنظمة «حقوق الإنسان والحريات» التركية التي نظمت قافلة المساعدات، على خلفية أنها لم تأخذ إذناً مسبقاً من السلطات العبرية. وما كان من أرينش، المعروف بقربه الشديد من غولن، سوى الدفاع عنه بقوله إن «كل ما يقوله غولن هو صحيح».
(الأخبار)