أكد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، بعد محادثات أمس في شرم الشيخ مع الرئيس المصري حسني مبارك، أنّ واشنطن «تتشاور عن كثب مع مصر وشركائها الآخرين، بشأن وسائل جديدة للتعامل مع الوضع الإنساني والاقتصادي والأمني والسياسي في غزة».وفي بيان وزع على الصحافيين عقب المحادثات، متجاهلاً تماماً أيّ إشارة الى الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية، قال بايدن إنّه والرئيس المصري «أكدا مجدداً التزامهما بالتوصل الى سلام شامل في المنطقة»، داعياً الى انتقال الفلسطينيين والإسرائيليين الى «مفاوضات مباشرة في أسرع وقت ممكن». ورأى أنّ «الوضع القائم لا يمكن أن يستمر بالنسبة إلى كل الأطراف». وتابع إنّه «لأمر حيوي أن يتم تحقيق تقدم في محادثات التقارب بين الإسرائيليين والفلسطينيين لتمكين الطرفين من الانتقال في أسرع وقت ممكن الى مفاوضات مباشرة تكون نتيجتها إنهاء الاحتلال الذي بدأ في عام 1967 والتوصل الى حلّ للنزاع على أساس إقامة دولتين، يتيح لإسرائيل ولدولة فلسطينية العيش في سلام وأمن».
وأوضح نائب الرئيس الأميركي أنّ محادثاته مع مبارك تطرقت كذلك إلى «قلقنا الكبير إزاء برنامج إيران النووي»، مشيراً إلى أنّ الولايات المتحدة «تتوقع أن ترى قريباً جداً تطورات في مجلس الأمن لمحاسبة إيران»، في إشارة الى فرض عقوبات جديدة على طهران. وشدد على أنّه «إضافة إلى قلقنا بشأن برنامج إيران النووي، فإنّنا نظلّ قلقين من نشاطاتها الرامية الى زعزعة الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك دعمها لحزب الله وحماس».
ألغت جامعة كوريّة تقديم دكتوراه فخريّة إلى بيريز الذي يزورها الخميس
وخلال وجود بايدن، أكد مسؤول أمني مصري، طلب عدم الكشف عن اسمه، أنّ «مصر فتحت معبر رفح ولن تغلقه» إذا لم تحدث أي انتهاكات من الجانب الآخر للحدود، في إشارة الى حركة «حماس». وأضاف إنّ مصر ستنتهي من بناء الجدار الفولاذي الذي يجري إنشاؤه تحت الأرض بينها وبين قطاع غزة «مع نهاية الصيف»، مشيراً إلى أنّه «سنغلق كل الأنفاق بالتأكيد».
من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر، بعد اجتماع مع نظيره البريطاني وليام هيغ، إنّ الاتحاد الأوروبي يمكن أن يساعد في مراقبة حركة المرور الى غزة لضمان وصول الإمدادات الإنسانية الى القطاع المحاصر من دون السماح بدخول أسلحة إليه.
وقال هيغ، الذي بدأ جولة في عواصم أوروبية، إنّه عقد محادثات مكثفة مع شركائه بشأن كيفية ضمان «إمكان تدفق المعونات والمساعدات الاقتصادية العادية الى غزة دون تدفق أكبر للسلاح بالطبع». ودعا الوزيران إسرائيل إلى قبول تحقيق دولي.
كذلك أكد الملك الأردني عبد الله الثاني، خلال اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس التركي عبد الله غول، ضرورة إجراء تحقيق دولي مستقل.
من جهة ثانية، أعلنت كوريا الجنوبية أنّها قبلت بزيارة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز يوم الخميس، على أن يكون جدول أعمالها مقلصاً. ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية عن مسؤول رفيع المستوى في المكتب الرئاسي أنّ بلاده اقترحت أن يؤجل الرئيس الإسرائيلي زيارته، لكن إسرائيل رفضت الفكرة. ونقلت عن مصدر في السفارة الإسرائيلية في سيول قوله إنّ تقليد بيريز الدكتوراه الفخرية في جامعة كوريا قد ألغي.
إلى ذلك، أعلنت حركة «غزة الحرة» إغلاق مقرها في قبرص احتجاجاً على عدم تعاون الحكومة القبرصية معها. وأعلنت المنظمة التي ساعدت في تنظيم أسطول الحرية أنّها ستغلق مكاتبها الثلاثاء وتنتقل الى لندن في وقت لاحق.
وكانت الحكومة القبرصية قد منعت عدداً من السفن والركاب من مغادرة الجزيرة والالتحاق بـ«أسطول الحرية» الذي توقف قبالة سواحل الجزيرة قبل أن يتوجه الى غزة. وصرحت أودري بومسي العضو في المنظمة «سنغادر لأنّنا نشعر بأنّه لم يعد مرحباً بنا في قبرص، وقد أوضحت الحكومة ذلك بوضوح». وأضافت إنّه لم يتم إبلاغ المنظمة مسبقاً بالأمر التنفيذي «السري» الذي يحظر استخدام قبرص نقطة انطلاق للسفن التي كانت متوجهة لكسر الحصار على غزة. وقالت بومسي «إذا كانت هذه هي الطريقة التي تعامل بها قبرص المنظمات الخيرية فيها، فذلك يعني أنه آن لنا أن نغادر هذا المكان».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)