واشنطن ـ محمد سعيدخاص بالموقع- رجّحت السلطات الأميركية أن يبقى التأثير الضار الذي خلّفه التسرّب النفطي في خليج المكسيك لسنوات عدّة، فيما أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما ثقته بنجاح جهود احتواء التسرّب، وبأنّ خليج المكسيك سيتعافى ويعود أفضل مما كان. لكنّه أكدّ أنّ كارثة التسرّب سبّبت أضراراً اقتصادية كبيرة وكارثة بيئية ستدفع شركة النفط البريطانية الكبرى «بريتيش بتروليوم» أو «بي بي» تكلفتها.
وقد وجّه أوباما انتقاداً شديداً إلى الرئيس التنفيذي لشركة «بريتيش بتروليوم» توني هيوارد، وقال في مقابلة مع شبكة التلفزيون الأميركية «إن بي سي» إنّه زار ساحل ولاية لويزيانا، وإنّه يدرك تماماً من يستحق العقاب، مؤكداً أنّه كان سيقيل هيوراد لو كان موظفاً في الحكومة الأميركية.
يذكر أنّ الحكومة الأميركية كانت قد طلبت من الشركة البريطانية أن تدفع تكلفة عملية التنظيف البالغة 96 مليون دولار مع حلول شهر تموز المقبل، فيما تقول الشركة إنّها أنفقت حتى الآن أكثر من مليار دولار فى محاولاتها لوقف تسرّب النفط وتنظيف المناطق المتضررةوقال الأدميرال ثاد ألين من قوات خفر السواحل الأميركية إنّ عملية التعامل مع بقعة النفط المنتشرة على سطح البحر ستستغرق بضعة شهور، إلا أنّ ذلك لن يمحو التأثير الطويل الأمد الذي خلّفه التسرّب النفطي على البيئة في هذه المنطقة، وإنّ عملية تنظيف المحميات البيئية التي تأثرت بالتسرّب النفطي ستستغرق سنوات. كذلك أشار إلى أنّ الحل الطويل الأمد يكون عبر حفر بئر نفطية، والذي من المقرر أن ينتهي في مطلع آب المقبل.
وكانت شركة النفط البريطانية العملاقة المسؤولة عن المنصة النفطية قد أعلنت أنّها أنفقت حتى الآن 25ر1 مليار دولار، في إطار جهودها لاحتواء التسرّب النفطي، مشيرة إلى أنّ هذه المبالغ لا تشمل أكثر من 360 مليون دولار لإنشاء جزر اصطناعية لحجز النفط المتسرّب.
من جانب آخر، أظهر استطلاع للرأي أنّ اثنين من كلّ ثلاثة أميركيين يريدون من الحكومة رفع دعوى قضائية على شركة «بي بي» بسبب التسرّب النفطي. وأشارت نتائج استطلاع أجرته شبكة التلفزيون الأميركية «آي بي سي» إلى أنّ 80 في المئة من الأميركيين يرون أنّ ردّ «بريتيش بتروليوم» على الكارثة غير مناسب، وينظر 69 في المئة من المستطلَعين إلى معالجة الحكومة للموضوع من منظار سلبي.