لم تتمكن تركيا من إدخال عباراتها القوية ضد إسرائيل في البيان الخاتمي لقمة «مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا»، وهو ما أدّى إلى إصدار بيان موازٍ صوّب سهامه ضدّ جريمة «أسطول الحرية»حال الإجماع المعمول به داخل «مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا»، الذي عقد ثالث قمة له منذ تأسّس عام 2006 في مدينة إسطنبول خلال اليومين الماضيين دون تمكّن الدول الـ21 من إدخال بند تركي للتنديد بالهجوم الإسرائيلي على قافلة «أسطول الحرية»، ببساطة لأنّ إسرائيل اعترضت على ذلك، لكونها عضواً في المنتدى. واقع دفع بالدول الـ21 (جميع الأعضاء إلا إسرائيل) إلى إصدار بيان ثانٍ موازٍ منفصل، يدين الدولة العبرية.
وأبرز ما جاء في البيان الختامي أنّ «كل الأطراف في عملية السلام في الشرق الأوسط يجب أن تلتزم بقواعد الأمم المتحدة».
كما أكد أهمية حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، مشدداً على أهمية عدم انتشار الأسلحة النووية.
وقال الرئيس عبد الله غول، بصفته رئيساً للقمة، في كلمته الختامية، إنّ «جميع المشاركين في القمة عدا إسرائيل، دانوا الهجوم»، مشدّداً على أن هذه الإدانة «تظهر أن إسرائيل معزولة وأنها ستعاني عواقب فعلتها ضد تركيا».
وتابع أنّ جميع هذه الدول دعت الدولة العبرية إلى التوقيع على معاهدة حظر الانتشار النووي، وأن تضع جميع قواعدها وأدواتها النووية تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي لم تنضم الدولة العبرية إليها بعد.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية التركية، أمس، إنّ البيان الختامي عن القمة الإقليمية لم يتضمن أي إشارة إلى الهجوم الإسرائيلي على «أسطول الحرية». وكشف المسؤول أنّ تركيا «سعت إلى إضافة عبارات قوية ضد الأعمال التي قامت بها إسرائيل» التي تمثّلت بسفيرها لدى تركيا غابي ليفي، بعدما ألغى نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية دان مريدور مشاركته رئيساً للوفد الإسرائيلي. وأشار إلى أنّ هذا البند «نال تأييد الأعضاء الـ21 في القمة، لكن ذلك لم يسمح بإدخال الفقرة إلى البيان الختامي لأن إسرائيل عضو في المؤتمر، وأي إعلان يصدر عن المجموعة يجب أن يكون بالإجماع».
وسبق لرئيس الحكومة التركية رجب طيّب أردوغان، أن رأى أنّ تقوية العلاقات بين بلاده وروسيا «ستسهم في السلام الإقليمي وخصوصاً في منطقة القوقاز، والتطور الاقتصادي». ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عن أردوغان قوله، في مؤتمر صحافي مشترك مع بوتين، وصفه للعلاقات المتعددة الاتجاهات مع روسيا بـ«الأولوية ضمن سياسة تركيا الخارجية»، كاشفاً أنّ حكومته «تهدف إلى رفع حجم التجارة (بين تركيا وروسيا) إلى 100 مليار دولار».
وجدّد أردوغان تأكيده أن بلاده «ستدافع في كل المحافل الدولية عن حقوق المواطنين الذين خسروا حياتهم في الهجوم الإسرائيلي الأخير»، ولافتاً إلى أنّ «حزننا سينجلي عندما تسود العدالة».
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)