تعيش إيران هذه الأيام أجواء «حرب مفتوحة» أعلنها النظام على «كل من يريد أن يتصدى لتجديد الخمينية بقيادة (المرشد علي) خامنئي»، وفي مقدمتهم الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي يبدو أن المصالحة التي أبرمها مع «القائد» قبل أشهر لم تُجد في رأب الصدع بين الرجلين اللذين تربط بينهما عشرة عمر ونضال مشترك.
إيلي شلهوب
باتت النواة الصلبة داخل النظام في إيران مقتنعة على ما يبدو بأن الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني هو «البلاء الأكبر. فهو منذ رحيل الإمام الخميني يصوّب على ولاية الفقيه ويسعى إلى اغتنام الفرصة للانقضاض عليها والتفرّد بالسلطة». وهي ترى أن «التسوية التي أبرمها مع المرشد لم يكن ليُقدم عليها لولا أن الأمور قد أفلتت من عقالها»، مشيرة إلى أنه «يستعد لخوض غمار جولة أخرى من المواجهة في أول فرصة تسنح له»، على ما تفيد مصادر وثيقة الاطلاع على ما يجري داخل دوائر القرار في طهران.
وهكذا، بات الصراع داخل إيران يدور على مستويين، علناً، بحسب المصادر نفسها: الأول يستهدف الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي «تسعى المعارضة إلى شيطنته». أما المعركة الثانية، التي فجّرها خامنئي في خطبته في ذكرى وفاة الخميني في الرابع من حزيران الجاري، فهي «معركة على القيادة والشرعية الدينية، كانت قد فُتحت يوم تسلّم خامنئي مقاليد القيادة قبل نحو 21 عاماً».

نزع الشرعية التاريخية

في خطبته تلك، التي «كانت كلمة الفصل التي وضعت النقاط على الحروف» وحاول في خلالها نزع الشرعية التاريخية عن خصوم الولاية، عالج خامنئي الإشكالية التي تسعى المعارضة، بقيادة رفسنجاني، إلى طرحها بشأن «ما إذا كان خامنئي يمتلك المشروعية لتجديد النظرية الخمينية، وتحديد من هو الذي انحرف عن خط الإمام وتراجع عن تعاليمه»، على ما توضح المصادر، التي تضيف «أراد أن يقول من خلال هذه الخطبة: ليس أنا من خلع هذا الرداء بل أنتم. أنتم من بدأ بهذه المعركة مبكراً، منذ تسلّمت الولاية. المشكلة ليست في تشكيكم فيّ باعتباري العالم المجدّد للخمينية والقادر على أن أعطيها المزيد من النجاحات على ما يظهره التفاف الجماهير الذي يتكاثر حولها والمشروعية المضافة التي تعطى لها. المشكلة في تراجعكم أنتم عن الخمينية الأصلية، ومجرد حقيقة أنكم كنتم تلاميذ للخميني لا يعني شيئاً، بل في أنكم لا تجرؤون على أن تجاهروا بتراجعكم هذا، فتدّعون أنكم لا تزالون تسيرون في خط الإمام، لكنّكم في الواقع تعملون على حرفه. لا يهمّ اسمكم أو اللافتة التي تجرون مراجعاتكم وفقاً لها ولا انتسابكم السابق إلى خط الإمام».
وكان خامنئي قد أكد في هذه الخطبة وجود معايير، حدّدها الخميني بنفسه، لقياس التزام أيّ كان بخط الثورة، بنحو لا يمكن لامرئ أن يخالفها ويدّعي في الوقت عينه أنه من أتباع الإمام، في إشارة إلى ما يقوم به قادة المعارضة، وفي مقدمتهم رفسنجاني. من بين هذه المعايير «مواقفه ضد الاستكبار وضد الرجعية وضد ليبرالية الغرب الديموقراطية... ضد نهب الغرب والاحتكارات الأميركية في العالم... ضد الإسلام الأميركي، إسلام المجاملات» بل مع «الإسلام المخالف للظلم، إسلام العدالة، الإسلام المجاهد، الإسلام المدافع عن المحرومين، الإسلام المدافع عن حقوق الحفاة والمستضعفين والبائسين»، وحقيقة أن «إسرائيل غدة سرطانية ... (يجب) قطعها»...
وأضاف، في الخطبة نفسها، أن «حكمنا في ما يتعلق بالأشخاص ينبغي أن يكون بمعيار حالهم في الزمن الحاضر. فماضي الأشخاص لا يُلتفت إليه»، وهي للمناسبة جملة من أقوال الخميني على ما تفيد المصادر، مشبّهاً قادة المعارضة، من دون أن يسمّيهم، بطلحة والزبير، صاحبي الرسول اللذين خرجا على الإمام علي وحارباه بعدما كانا، قبل نحو 25 عاماً، من المدافعين عنه. وقال خامنئي «البعض كانوا مع الإمام (الخميني) عندما جاء في الطائرة من باريس إلى إيران، ولكنّهم أُعدموا في زمن الإمام بسبب خيانتهم».
كان خامنئي واضحاً أيضاً في التحذير من أن الذي يريد أن يحرف الثورة عن خطّها يبدأ «بزاوية صغيرة»، ومن أنه «إذا رأينا مواقفنا بحيث تجعل أميركا المستكبرة والصهيونية الغاصبة وعملاء القوى المختلفة المخالفين والمعادين للإمام والإسلام والثورة يعظموننا ويحترموننا، فعلينا أن نشك في مواقفنا».

علاج ثقافي


شعرة معاوية لم تنقطع بين رفسنجاني وخامنئي اللذين لا يزالان يلتقيان مرة كل 10 أيام

المحافظون المتشددون استعادوا حيويتهم. ما عادوا مضطرين إلى التغطية على أخطاء نجاد
بناءً على ما تقدم، تتوقع المصادر الوثيقة الصلة بدوائر خامنئي ورفسنجاني في آن، «كثيراً من المعارك المستقبلية، هدفها الأساس منع إعادة هؤلاء (المعارضة بكل تلاوينها) إلى المشهد السياسي. انتهى الحديث الآن عما يسمّى مصالحة وطنية، حكومة وحدة وطنية... لا عودة بعد اليوم للإصلاحيين وحلفائهم في المعارضة إلى الحياة السياسية. أُخرجوا من اللعبة الداخلية، اللهم إلا إذا أعلنوا التوبة والولاء القطعي لنظام ولاية الفقيه». وتضيف المصادر نفسها أن «معركة كهذه تريح المحافظين المتشددين، وتعيد إليهم الحيوية التي فقدوها طيلة العام الماضي، منذ الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية، كما تعيد إلى نجاد حريته ونزعته الإصلاحية». وتوضح «ما عاد المحافظون المتشددون يشعرون بأنهم مضطرون إلى حماية نجاد والتغطية على أخطائه، بل بات يمكنهم من الآن فصاعداً أن ينتقدوه، لكون المعركة الأساسية بات واضحاً أنها مع المرشد وليست مع الرئيس»، مشيرة إلى أن «الجولة الأولى من الهجمات على نجاد حصلت هذا الأسبوع، على خلفية مواقفه من موضوع الحجاب والأخلاق. اتهموه بأنه ليبرالي، لأنه جدد تأكيد موقفه القائل بأن الشرطة والأمن ليسا القناة الصالحة للتعاطي مع موضوع عدم الالتزام بالحجاب والأخلاق، وأنهما في كثير من الأحيان يعطيان نتائج عكسية. وجهة نظره أن هذه المسألة ثقافية تعالج بقنوات ثقافية، إلا إذا تحوّلت إلى حركة منظّمة القصد منها الإخلال بالنظام. عندها، يقول نجاد، تعالج بتنظيم، ولكن بالقانون لا اعتباطياً».

تكتيك المهادنة

وفي السياق، تؤكد مصادر مطّلعة أن هذه التطورات تعزز الاقتناع بأن «الإصلاحيين، والمعارضة عموماً بكل تلاوينها، ينحنون أمام العاصفة، ويعتمدون تكتيك المهادنة والسعي إلى تسويات مؤقتة على قاعدة أن الاستمرار بالنهج الراديكالي يعني المزيد من الخسائر بالنسبة إليهم». تضيف «الجديد هو أن رفسنجاني لم يكن على قدر توقعات المرشد الذي حرص منذ اليوم الأول للاضطرابات (التي أعقبت الانتخابات الرئاسية) على تحييده حفاظاً على إرثه وتاريخه كرمز من رموز الثورة، مراهناً على أن ما فعله الأخير كان نابعاً من حسابات خاطئة ولحساسيات شخصية من (الرئيس محمود) أحمدي نجاد، وأن همّه كان مصلحة إيران والثورة من الزاوية التي كان ينظر منها».
لكن هذه المعادلة تبدّلت، على ما يبدو، وتكرّس لدى النواة الصلبة داخل النظام اقتناع بأن «رفسنجاني سيبقى يمثّل خطراً على ولاية الفقيه». وتقول المصادر السالفة الذكر إن المرشد حاول أن يُفهم رفسنجاني، في خطبة ذكرى وفاة الخميني، أن «تاريخه الذي شفع له خلال المرحلة الماضية ما عاد ينفع، وأنّ الحكم من الآن فصاعداً على الأفعال». وتضيف أن «هذا الخطاب يختلف مئة وثمانين درجة عن خطاب خامنئي في الجمعة الشهيرة بعد الانتخابات».
في تلك الخطبة، كان خامنئي حازماً في التأكيد على أن «الأشخاص الأربعة الذين خاضوا ساحة هذه الانتخابات الجادة، كلهم من عناصر النظام، وكانوا ولا يزالون ينتمون إلى النظام... هؤلاء أشخاص بذلوا أعمارهم في سبيل هذا النظام» حتى ولو كان « بينهم اختلاف في بعض الآراء والبرامج والتوجهات السياسية». بل كان حريصاً على تخصيص جزء من كلامه لرفسنجاني بالاسم. قال «الكل يعرف الشيخ هاشمي. ومعرفتي به لا تعود إلى ما بعد الثورة ومسؤوليات ما بعد الثورة. إنني أعرفه عن قرب منذ 1957، أي منذ 52 عاماً. الشيخ هاشمي كان من أبرز شخصيات النهضة خلال فترة الكفاح والنضال. كان من المناضلين الجادين والدؤوبين قبل الثورة. وبعد الثورة كان من أكثر شخصيات الجمهورية الإسلامية تأثيراً إلى جانب الإمام. وبعد رحيل الإمام إلى جانب القيادة حتى هذا اليوم. سار هذا الرجل عدة مرات على حافة الاستشهاد. قبل الثورة كان ينفق أمواله للثورة ويعطيها للمجاهدين... وبعد الثورة تولّى مسؤوليات عديدة... طيلة هذه المدة لم نجد أي حالة أو نموذج يوفّر فيها لنفسه شيئاً من الثورة». قال هذا رغم تأكيده أن لديه «اختلافاً في وجهات النظر مع الشيخ هاشمي بشأن أمور عديدة، وهذا طبيعي»، وأن بين رفسنجاني ونجاد «منذ انتخابات 2005 حتى الآن، اختلافاً في الآراء»، علماً بأن «رأي السيد رئيس الجمهورية (نجاد) أقرب إلى رأيي».

شعرة معاوية

خلفية كهذه تفسّر لماذا لا يزال محظوراً على رفسنجاني إلقاء خطب الجمعة، ولماذا لا يُدعى إلى حضور أكثرية المناسبات الرسمية. فهو لم يظهر منذ مدة إلا في بعض اللقاءات القليلة جداً، وفقط في منزله أو مكتبه.
وتقول المصادر القريبة من نواة النظام إن «عملية قصّ أجنحة رفسنجاني لا تزال قائمة، فقد أخذوا منه الجامعة الحرة، وهي أهم مؤسسة ثقافية في إيران، ممتدة على طول البلاد وعرضها ولها فروع في الخارج». لكنها تضيف أن «شعرة معاوية لم تنقطع بين خامنئي ورفسنجاني اللذين لا يزالان يلتقيان كل عشرة أيام»، مشيرة إلى أن من إشارات بقاء هذه الشعرة إرجاء محاكمة ولدَي رفسنجاني، مهدي وفائزة. وختمت هذه الفكرة بالقول «إن المعركة توسّعت وتعدّدت أطرافها... أصبحت أكبر من رفسنجاني نفسه».
مصادر النظام تؤكد بقاء «هذه الشعرة». تقول إن رفسنجاني لم يبدر منه أي سلوك يوحي بأنه يتجاوز الخطوط الحمر، مشيرة إلى أنه يتحدث، خلال اللقاءات التي يجريها مع زواره، بطريقة «دقيقة وعلمية. يقول إن هناك مشكلة، لكنه يؤكد أن لا أزمة جديدة، وأن الوقت كفيل بحل الأمور. وهو يدعو إلى التروّي والحكمة». وتشدد هذه المصادر على أن «مشكلته الأساسية هي مع حكومة نجاد».
أما في شأن عدم ظهوره العلني، فتؤكد مصادر النظام أن رفسنجاني هو الذي «يتجنّب الخروج. لديه مشكلة. إذا تحدث بلهجة مخففة وبسقف أدنى من ذلك الذي تحدث به خلال فترة الاضطرابات، فسيقولون إنه تنازل وتراجع وما إلى ذلك، وبالتالي سيدخل في مشكلة مع طيف المعارضة ويُحبط قاعدته. وإذا تحدث بالسقف نفسه، فسيقولون إنه يحرّض ويعلن المواجهة وما إلى ذلك، ويدخل في مواجهة مع النظام لا يريدها». وتضيف «لكن في القضايا الكبرى كان مواقفه صائبة جداً. فهو على سبيل المثال أيّد موقف إيران ضد الغرب، معلناً رفضه العقوبات التي دعا إلى مواجهتها بالوحدة».

الجرة انكسرت

وفي تفسيرها لسبب تراجع رفسنجاني عن روح المصالحة مع خامنئي، ترى المصادر المطّلعة أن الرئيس الأسبق «لم يتدخل، على المدى الأعوام السابقة، مباشرة في المعارك ضد النظام والولاية، بل كان يستعين بجماعات موالية له أو مقرّبة منه». وتضيف أن معركة الرئاسة الأخيرة «كانت المرة الأولى التي خاضها رفسنجاني بنفسه، بل أدخل فيها كل عائلته، زوجته وابنته وأبناءه مباشرة، حتى في تحريك التظاهرات. ابنه مهدي هاشمي كان يدير غرفة عمليات المعارضة، وابنته فائزة اعتقلت أكثر من مرة وهي تطلق الشعارات وتحرّض الناس في التظاهرات».
وتوضح المصادر نفسها أن رفسنجاني «كان يعتقد، على ما يبدو، أنها المعركة الأخيرة وأنه سينتصر فيها. لكنه خسرها، ومعها خسر رأسماله كله»، مشيرة إلى أنه «أدرك أن الجرة قد انكسرت، ولن تعود يوماً إلى سابق عهدها، مهما بذل عليها من جهود لإعادة تركيبها».


طهران تقبل الحوار بشروط: سفينة مقابل سفينة

أعلنت طهران، أمس، أن العلماء الإيرانيّين يصمّمون مفاعلاً نووياً لإنتاج النظائر المشعة أكبر من مفاعل الأبحاث في طهران، حيث أكد رئيس مجلس النواب علي لاريجاني معادلة «سفينة في مقابل سفينة وطائرة في مقابل طائرة»، داعياً السلطات المعنية إلى رفع مستوى التخصيب إلى 20 في المئة وعدم التراجع أمام ضغوط الغرب.
وقال لاريجاني«أُحذّر أميركا المغامرة والدول الأخرى من أنها إذا حاولت تفتيش حمولات السفن أو الطائرات الإيرانية... فسنقوم بالأمر نفسه لسفنهم في الخليج الفارسي وفي بحر عمان». وينص القرار الدولي 1929 على إمكان تفتيش السفن الإيرانية في عرض البحر.
وأضاف لاريجاني، وسط هتافات «الموت لأميركا» و«الموت لإسرائيل» التي أطلقها النواب، أن «الأمر يتعلق بحماية مصالحنا الوطنية».
من ناحية ثانية، أعلن لاريجاني أن «المجلس يدعو الحكومة إلى مواصلة إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة 20 في المئة، وإلى عدم التوقف أبداً عن هذا النشاط.. بعد رفض بعض الدول توفير الوقود اللازم لمفاعل الأبحاث في طهران».
وفي السياق، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، على هامش ملتقى «التحديات وآفاق برنامج إيران النووي» في جامعة طهران، أن إيران ستنتج الوقود المخصّب بنسبة 20 في المئة عندما تكون بحاجة إليه، موضحاً أن «الجميع يعلم أن الوقود المخصّب بنسبة 20 في المئة يستخدم للأغراض السلمية».
بدوره، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، في الاجتماع الأول بشأن إنتاج النظائر المشعة ومراقبتها في المنظمة، بدء تصميم مفاعل نووي جديد أقوى من مفاعل طهران للأبحاث، معرباً عن أمله أن ينتهي العمل من التصميم الأوّلي في نهاية العام الحالي.
وأضاف صالحي أن هذا المفاعل سيُدشّن خلال الأعوام الخمسة المقبلة، مشيراً إلى أن تصنيع هذا المفاعل محلّي بالكامل، لكن لم يُحدَّد إلى الآن مكان بنائه.
في هذا الوقت، رحّب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بدعوة الاتحاد الأوروبي إلى إجراء مفاوضات بشأن ملف بلاده النووي بالقول «أهلاً بالحوار، ولكن لدينا شروط لإجراء الحوار سنعلنها قريباً».
وأضاف، في كلمة أمام تجمّع من أهالي مدينة شهر كرد وسط إيران، «إن أي دولة في العالم تحاول انتهاك حقوقنا الوطنية بذريعة قرار مجلس الأمن الأخير (العقوبات)، فإن الشعب الإيراني يحتفظ بحقّه في الرد». وكان مساعد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي لشؤون السياسة الخارجية، علي باقري، قد أعلن أن بلاده سترد خلال اليومين المقبلين على طلب الممثلة العليا لسياسات الاتحاد الأوروبي الخارجية والأمنية، كاثرين أشتون، عقد لقاء مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي.
من جهة ثانية، ردّ الرئيس الإيراني على «تدخل» نظيره الأميركي باراك أوباما في الشؤون الإيرانية، قائلاً «لقد توجّه برسالة عشية الذكرى (الأولى) للانتخابات (الرئاسية). هذا يُعدّ تدخلاً في الشؤون الإيرانية». وذلك في إشارة إلى رسالة من أوباما بتاريخ 10 حزيران الحالي دعا فيها الأسرة الدولية إلى دعم الإيرانيين الذين يحاربون من أجل «الحرية». وأضاف نجاد أن «هذه الأمة (الولايات المتحدة) لا تعترف بكم مطلقاً وتكرهكم»، مثيراً هتاف الحشد أمامه «الموت لأميركا». وتابع «اليوم الشعب الأميركي يعيش تحت وطأة ديكتاتورية من الأكثر عنفاً.. ليس حراً في التعبير عن رأيه.. ليس حراً في التظاهر، وعدد كبير منه يعيشون في الفقر».
وقال نجاد، متوجّهاً إلى أوباما، «إذا كنت قلقاً على الأمم، فعليك أن تلتفت أولاً إلى شعبك. لقد بات من مطالب الشعب الإيراني تحرير الأمة الأميركية من الإدارة القمعية وغير الديموقراطية».
من جهة أخرى، نفى رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي، ما نُقل عنه في بعض وسائل الإعلام عن أسباب تصويت روسيا والصين على القرار 1929 بفرض العقوبات على إيران. وقال إن الشعب ونواب المجلس لديهم عتب على هذا الإجراء، إلا أن تعاون إيران معهما سيستمر.
إلى ذلك، دعا الرئيس الإيراني الإصلاحي الأسبق، محمد خاتمي، الإيرانيين إلى «الاتحاد» في مواجهة العقوبات الدولية على خلفية برنامج إيران النووي، معتبراً أن هذه العقوبات «معادية» للجمهورية الإسلامية، بحسب موقع «برلمان نيوز» الإصلاحي. وأضاف أن «هذا العداء حيال إيران سيشمل الشعب فقط، ولا أحد يمكنه أن يقبل بهذه الأعمال ضد إيران والثورة»، مهاجماً
القرارات الحكومية التي تؤدي إلى «التفكّك وتعزيز موقع العدو». وأضاف «هناك ضغوط كبيرة على إيران، والقرار الذي تبنّاه مجلس الأمن يستهدف بلادنا، في وقت لم يتخذ فيه أي إجراء بحق فظاعات إسرائيل التي على العكس تحظى بالدعم».
(يو بي آي، أ ف ب، إرنا، رويترز)