بعد فشل محاولة إسقاط الاتفاق النووي مع إيران في الكونغرس وعبره، بدأت الولايات المتحدة وإسرائيل، بشكل غير رسمي، محادثات «اليوم الذي يلي» الاتفاق النووي، وفق ما نقلت صحيفة «هآرتس» عن موظفين حكوميين إسرائيليين وأميركيين.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن الاتصالات تجري، حالياً، على مستويات العمل فقط، ومن المتوقع أن تنتقل خلال الأسابيع القريبة إلى المستويات السياسية الرفيعة في البلدين. ولفتت إلى أن المحادثات الأميركية الإسرائيلية بدأت فعلياً قبل أسبوعين، لدى زيارة نائب وزير الخزانة الأميركي لشؤون الاستخبارات والإرهاب آدم زوبين لإسرائيل.
وأضافت أن هذه المحادثات تدحرجت، بشكل تلقائي، إلى محادثات «اليوم الذي يلي» الاتفاق النووي والتعاون الأمني والسياسي والاستخباري بين إسرائيل وأميركا ضد إيران.
وفي هذا الشأن، رأى مسؤول أميركي رفيع المستوى أنه «بعدما اتضح أن الاتفاق النووي سيتجاوز الانتقادات في الكونغرس، لم يعد بالإمكان القفز فوق حقيقة أن المحادثات التي أجريناها مع إسرائيل كانت بشأن اليوم الذي يلي الاتفاق، وبالتالي لا ينبغي إصدار بيان ما عن أننا نبدأ محادثات، الآن، وهذا يحدث بكل بساطة بشكل طبيعي».
ونقلت «هآرتس» عن زوبين عرضه على المسؤولين في وزارة الخارجية وطاقم الأمن القومي في ديوان رئيس الحكومة وأجهزة الاستخبارات، الأفكار الأميركية للعقوبات الأخرى التي يمكن تفعيلها ضد إيران، في قضايا لا ترتبط بالمشروع النووي، كدعم الإرهاب. وأطلعهم على الخطوات الأولية، التي تنوي واشنطن اتخاذها ضد مسؤولين في «حماس» وحزب الله، والمسؤولين عن تحويل الأموال من إيران والذين يحافظون على اتصال مع الإيرانيين، بهدف الإعداد لعمليات ضد إسرائيل. وبالفعل تمّ بعد أيام عدة نشر إعلان رسمي بشأن فرض عقوبات على سمير القنطار من حزب الله، ورئيس الذراع العسكرية لحماس محمد الضيف وغيره من المسؤولين.
وأجرت واشنطن وتل ابيب، خلال الأسبوع الماضي، محادثات تناولت، بحسب مسؤول أميركي رفيع المستوى، المساعدات الأميركية لتطوير قدرات الجيش الإسرائيلي وضمان تفوقه النوعي على الجيوش الأخرى في الشرق الأوسط. ومن المتوقع خلال الأسابيع المقبلة، تسريع الاتصالات بين الجانبين، ونقلها إلى المستوى السياسي الرفيع. وفي نهاية الشهر، سيلتقي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وزير الخارجية الأميركي جون كيري، على هامش الاجتماع العام للجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي منتصف تشرين الأول، يُتوقع وصول وزير الأمن موشيه يعلون إلى واشنطن لإجراء محادثات مع نظيره آشتون كارتر حول صفقة المساعدات الأمنية لإسرائيل. ويفترض أن تشكل كل هذه اللقاءات تمهيداً للقاء القمة، الذي سيجري في بداية الأسبوع الثاني من تشرين الثاني بين أوباما ونتنياهو في واشنطن. وسيصل نتنياهو إلى هناك، في الثامن من تشرين الثاني، لإلقاء خطاب في مؤتمر الكونفدرالية اليهودية في أميركا الشمالية.
(الأخبار)