خاص بالموقع - أعلنت السلطات المحلية وصول أول طائرة شحن محملة بالمساعدات الدولية، اليوم، إلى أوزبكستان، مخصصة للاجئين الذين فروا من قرغيزستان المجاورة، بعد اعمال العنف العرقية الدامية فيها. وصرح مسؤول في وزارة الحالات الطارئة أنّ طائرة تقل 800 خيمة من المفوضية العليا للاجئين للامم المتحدة هبطت في انيدجان (شرق أوزبكستان). وأوضح انّه يرتقب وصول طائرتين أخريين من المفوضية اليوم أيضاً.
وفي المجموع، ينتظر ان ترسل المفوضية ست طائرات تنقل اغطية وسجاداً وواقيات من البلاستيك لإقامة مآوٍ.
واعلن الناطق باسم المفوضية العليا للاجئين اندري ماهيتشيتش «في المجموع نتوقع توفير نحو 240 طناً من المساعدات الانسانية»، مضيفاً انّه «عندما تصل المساعدات الى اوزبكستان ستشحن في شاحنات تتوجه فوراً الى اللاجئين في عدة مواقع، وذلك بتعاون وثيق مع الحكومة».
وقد وافقت الحكومة الاوزبكية الاثنين على عرض المفوضية مساعدتها على تلبية الحاجات الإنسانية لعشرات آلاف اللاجئين على طول الحدود مع قرغيزستان.
واعلن ناطق باسم المفوضية، الثلاثاء، في جنيف أنّ «المفوضية العليا للاجئين ترحب بقرار أوزبكستان استقبال أولئك اليائسين ومساعدتهم».
من جانبها، أرسلت وزارة الحالات الطارئة الروسية، اليوم، ثلاث طائرات شحن محمّلة، خصوصاً، بأغذية وأغطية إلى قرغيزستان، على ما أفادت الوكالات الروسية.
كذلك أرسلت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف)، الاثنين، ست شاحنات محمّلة بالمساعدة الانسانية، انطلاقاً من العاصمة الاوزبكية طشقند نحو الحدود، كما اعلنت المنظمة في بيان.
وتتضمن تلك المساعدات، بالخصوص، خياماً وأغطية وماءً ومستلزمات طبية أولية.
وأعلنت السلطات الاوزبكية انّ 75 الف شخص من الاوزبك فروا من قرغيزستان الى اوزبكستان بعد اعمال العنف التي خلفت 187 قتيلاً في جنوب قرغيزستان، حسب حصيلة رسمية. واعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر انّ ما مجموعه 275 الف شخص نزحوا من ديارهم.
إلى ذلك، تتصرف روسيا، التي طُلب منها تقديم المساعدة في قرغيزستان، بحذر شديد في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة، لتجنّب الانغماس في نزاع لا تعرف عواقبه.
وطلبت قرغيزستان، بعد يومين من بداية الاضطرابات، مساعدة عسكرية من روسيا لإعادة الامن، لكنّ روسيا رفضت الطلب.
ويقول المحللون إنّ روسيا ترى أنّ لنفوذها في قرغيزستان ثمناً ويمكن ان يكون بمثابة هدية مسمومة. وسواء كان تدخّلها عسكرياً أو أقل حجماً في النزاع، يمكن ان تنجم عنه في الواقع عواقب كبيرة في السنوات المقبلة.
ويقول قسطنطين زاتولين النائب ومدير معهد مجموعة الدول المستقلة (11 جمهورية سوفياتية سابقة) إنّ «روسيا بالغة الحذر حيال إرسال قواتها الى آسيا».
واضاف انّ التدخل الكارثي في افغانستان في المرحلة السوفياتية علّم روسيا ألا تتورّط في سيناريوهات مماثلة.
واوضح انّ «مجموعات متنافسة في افغانستان اتصلت بنا في أواخر السبعينيات، والنتيجة التي حصلنا عليها كانت حرباً استمرت سنوات، وأدّت إلى العديد من الضحايا».
وإضافة الى الصدمة الناجمة عن الحرب في افغانستان، لا ترغب روسيا في التورط في نزاع اقليمي.
ورأى كريس ويفر، من بنك أورالسيب للاستثمار في موسكو، أنّ «روسيا لا تريد ان تتهم بالتدخل مباشرة في قرغيزستان بسبب امكان توسع النزاع في المنطقة، ما سيشمل بالتأكيد اوزبكستان وطاجيكستان».
واضاف أنّ «آخر ما تحتاج إليه البلاد هو أن توجه اليها التهمة بالانحياز في المنطقة او التورط في سيناريو آخر شبيه بجورجيا»، مشيراً الى الحرب الخاطفة بين روسيا وجورجيا في 2008، والتي أثّرت سلباً على علاقات موسكو بالغرب.
ويقول المحللون إنّ المزج بين عداء تاريخي واحقاد عرقية في وادي فرغانا، حيث وقعت الاضطرابات الاخيرة، يمكن ان يؤدي الى زعزعة الاستقرار في آسيا الوسطى بأكملها.
وترقى جذور هذه الاضطرابات الى الحقبة الستالينية عندما قُسّمت المنطقة عشوائياً بين أوزبكستان وقرغيزستان وطاجيكستان.
وفي هذه المنطقة الاستراتيجية، خصوصاً من اجل الوصول الى افغانستان، رحّب الكرملين بالحكومة القرغيزية الانتقالية في مرحلة اولى. لكنّ السلطات الروسية سرعان ما نأت بنفسها عن الحكومة في بشكيك، والتي وصلت الى السلطة بعد اضطرابات نيسان واسقاط نظام باكييف.
واعلن رئيس الوزراء فلاديمير بوتين، في أيار، أنّه ليس لدى روسيا فكرة واضحة عن «العملية الداخلية» في قرغيزستان.
وقال زوراب تودوا الخبير في معهد الاديان والسياسات، «هناك خيبة أمل» في روسيا، موضحاً أنّ «روسيا تتراجع الآن، وتنتظر تطور الوضع».
(أ ف ب)