أعاد وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، التأكيد أمس أن لا جدوى من العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي على بلاده إطلاقاً، فيما ربط رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإسلامي علاء الدين بروجردي أي جولة مفاوضات مقبلة بمحادثات توضيحية. ولفت متكي، لدى لقائه أمس نظيره السنغالي مديكه نيانغ، أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، فشل في دبلوماسيته، وأن أميركا تضيف كل يوم صفحة جديدة في ملف أخطائها.
وتأتي تصريحات متكي بعد يوم واحد من تشديده في اتصال هاتفي مع نظيره التركي أحمد داوود أوغلو على أن إعلان طهران هو الخيار الوحيد المناسب والبديل لسياسات المواجهة الفاشلة، وتحذير مساعد وزير الخارجية الإيراني علي أهاني أن الاتحاد الأوروبي «سيواجه رداً حازماً ومناسباً من إيران إذا استمر في سياسة العقوبات التي ينتهجها».
في هذا الوقت، أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أول من أمس لنظيره الروسي ديمتري مدفيديف أن فرنسا على استعداد للبدء «بلا تأخير» في مفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي في إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ورحب بالقرار الروسي الداعم للعقوبات. وأكد أن «هذه (العقوبات) كانت ستكون غير ممكنة إن لم يؤخذ هذا الخيار». وفي السياق، أكد مسؤول مطلع في وزارة الخارجية الإيرانية أن لا صحة للتصريحات المنسوبة إلى مسؤولي الوزارة حيال اعتبار تصويت روسيا والصين لمصلحة قرار العقوبات على إيران في مجلس الأمن، بأنه «يحمل نيات حسنة». وقال إن وجهة نظر وزارة الخارجية «تقوم على اعتبار كل أصوات البلدان التي صدرت لمصلحة القرار غير القانوني لمجلس الأمن بأنها ذات مستوى واحد».
في هذه الأثناء، أكد بروجردي أن أميركا خدعت روسيا في مجريات قرار مجلس الأمن الأخير تجاه إيران، لافتاً إلى أن موسكو «أساءت التصرف»، فيما أشار سفير إيران في موسكو، محمود رضا سجادي، إلى أن تصويت روسيا «سيترك تأثيراً سلبياً على الرأي العام والعلاقات الثنائية، من دون أن يؤدي إلى انتهاء التعاون بين البلدين».
وأعلن بروجردي، على هامش الجلسة العلنية لمجلس الشورى الإسلامي التي ناقشت أمس قرار العقوبات، أن الجولة المقبلة من المفاوضات مع الغرب ستسبقها محادثات لتوضيح بعض القضايا من دون أن يحدد طبيعتها.
في المقابل، أكد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، لمحطة تلفزيون «فوكس»، أن العقوبات الاقتصادية الموجهة إلى إيران لها «قدرة حقيقية على التأثير» على طهران لوقف برنامجها النووي، لافتاً إلى أن «كل الخيارات، بما في ذلك توجيه ضربة عسكرية، لا تزال على الطاولة في التعامل مع طهران بشأن القضية النووية».
من جهة أخرى، رد وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي على تأكيد الولايات المتحدة أن الصواريخ الإيرانية تمثّل تهديداً لأوروبا، قائلاً إن «قدرة إيران الصاروخية مصممة ومبنية لحمايتها من أي اعتداء عسكري ولا تمثّل تهديداً لأي بلد».
في غضون ذلك، أعدمت إيران أمس زعيم حركة جند الله السنية، عبد الملك ريغي، تنفيذاً لقرار المحكمة الثورية الإسلامية التي أدانته بتأليف مجموعة «إرهابية معادية للثورة» وتنفيذ هجمات و«إقامة علاقات مع عناصر الأجهزة الاستخبارية الأجنبية، بمن فيهم ضباط الاستخبارات الأميركية والصهيونية تحت غطاء حلف شماليّ الأطلسي وبعض الضباط الاستخباريين في بعض الدول العربية، بمن فيهم زمرة المنافقين»، في إشارة إلى مجاهدي خلق، كبرى حركات المعارضة المسلحة للنظام الإسلامي.
(أ ف ب، يو بي آي،
رويترز، إرنا، مهر)