بول الأشقرخاص بالموقع - أبعدت جامايكا أول من أمس كريستوفير «غوغوس» كوك إلى الولايات المتحدة وأحيل إلى سجن في مانهاتان حيث كان من المتوقع أن تصدر الجمعة لائحة اتهامية بحقه. وكانت الشرطة قد عثرت نهار الثلاثاء الماضي على كوك الذي تخلى عن حقه في أن يحاكم في جامايكا إثر جلسة قضائية مقتضبة نهار الخميس، ما سرّع عملية الإبعاد.
وكانت الشرطة قد اعتقلته داخل سيارة برفقة كاهن صرح أنّه كان في طريقه إلى تسليم نفسه للسفارة الأميركية لحظة توقيفه لأنّه «كان يخشى تصرفات الشرطة». كما أوضح الكاهن أنّ «كوك ينوي التخلي عن حقوقه القضائية في جامايكا» ليمثل أمام المحكمة الأميركية مع أنّه قد يحكم فيها بعقوبة السجن المؤبد.
وكان «غوغوس» كوك مطلوباً من القضاء الأميركي لتزعمه إحدى مافيات المخدرات النافذة في مدينة نيويورك، وقد احتلت شرطة جاميكا حيّ «تيفولي غاردنز» الفقير في كينغستون بعد معارك ضارية دامت أربعة أيام الشهر الماضي وأدت إلى مقتل 76 شخصاً على الأقل وجرح المئات، دون الإمساك بكوك الذي نجح بالفرار.
وتطالب الولايات المتحدة بتسليمها كوك (42 عاماً) منذ آب الماضي وتتهمه بالمتاجرة بالمخدرات وبالأسلحة وتعتبره زعيماً لعصابة «شووير بووير» التي تعمل في نيويورك والمسؤولة عن مقتل المئات في الثمانينيات خلال حروب الكوكايين. وكوك متهم ببناء «قاعدة تهريب» للحشيشة وللكوكايين باتجاه نيويورك، وبتهريب الأسلحة إلى جامايكا، ولهذه الغاية، حوّل «تيفولي غاردينز» إلى «قلعة» منذ بداية التسعينيات. وفي البداية، رفضت حكومة كنغستون اعتقال كوك باعتبار أنّ الإثباتات المجمّعة ضده حُصل عليها بواسطة تنصت غير شرعي، قبل أن تغيّر رأيها وتصدر قرار الاعتقال بعدما وصلها طلب إبعاد في أيار الماضي مدعم على الأرجح بضغوطات قاسية من السلطات الأميركية.
وكوك ــــ وقبله والده ــــ كان يتزعم ميليشيا محلية، أسوة بالمافيات الأخرى. وميليشيا كوك تعتبر مقربة من الحزب العمالي الحكومي، فيما تعمل ميليشيات أخرى لمصلحة أحزاب المعارضة أو بالتنسيق معها. وكان كوك المعروف بلجوئه إلى العنف عند الحاجة يتمتع بشعبية قوية بين الفقراء للمساعدات التي كان يقدمها للمعوزين.
وفي بيان وزع قبل الجلسة القضائية، وهو أول تصريح له منذ آب الماضي، قال كوك «إنّه يأسف للضحايا التي وقعت في المعارك» كما فسّر قبوله الإبعاد والمحاكمة في الولايات المتحدة «مع أنّ حظوظ تبرئتي أفضل في جامايكا، لأنّ هذا القرار يبدو لي أفضل لعائلتي ولناسي في غرب كينغستون وخصوصاً لحي تيفولي غاردينز وفوق الجميع لكل شعب جامايكا». وفي الجلسة القضائية التي سبقت عملية إبعاده، قال كوك إنّه يأمل تبرئته وعودته السريعة إلى عائلته في جامايكا.