أعلن وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، في القدس المحتلة أمس، أن الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا، اقترحت عقد اجتماع لخبراء في المجال النووي مع إيران. إلاّ أن وزير الخارجية الإيرانية، منوشهر متكي، اقترح على موسكو تقديم «سياسة فاعلة» لكي تفرض موقفها بما يتعلق بالعقوبات الأحادية على بلاده. وقال لافروف، في ختام اجتماعه مع نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في القدس المحتلة: «رداً على المبادرة التركية ـــــ البرازيلية، اقترحت روسيا وفرنسا والولايات المتحدة على المدير العام لوكالة الطاقة (يوكيا أمانو) تنظيم اجتماع لخبراء فنيين من الدول الثلاث مع خبراء إيرانيين لحل مسألة تزويد مفاعل أبحاث طهران بالوقود في حال موافقة إيران على وقف تخصيب» اليورانيوم بنسبة 20 في المئة.
وقال لافروف، خلال لقائه مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز: «إننا ملتزمون بجميع المعاهدات والاتفاقيات الدولية، ولن نبيع منظومات (أسلحة) متقدمة لإيران وسوريا».
بدوره، قال بيريز، خلال لقائه لافروف في القدس المحتلة، إن «إيران تضلل العالم على نحو كبير، والقنبلة النووية هي وسيلة لبسط هيمنة إيرانية في الشرق الأوسط، وقد أصبح الوضع خطيراً للغاية، ولدينا معلومات صلبة جداً».
وأضاف بيريز أن «على روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أن تقود الخطوات الأخرى والعقوبات على إيران، ويحظر أن تكونوا ساذجين، وعليكم أن تصدروا صوتاً أخلاقياً ضد هذه الدولة التي يعدم نظامها معارضيه في الشوارع العامة ويسمح بتحويل النساء إلى عبيد». وتابع: «إننا جميعاً لا يمكننا النوم بهدوء في الليل، بمن في ذلك روسيا والدول الأوروبية، إذا امتلكت إيران سلاحاً نووياً».
وأضاف بيريز مخاطباً لافروف: «نحن نتعامل مع التهديد الإيراني المتمثل بالقنبلة النووية بجدية بالغة، وإسرائيل لن تُبقي أي إمكان للخطر، وأنا أنصحك بأن تفعل ذلك أيضاً».
وأضاف: «أنا أدعوك إلى العمل لنصب مظلة دفاعية مضادة للصواريخ في جميع الدول التي تهددها إيران، وعلى إيران أن تعرف أن صواريخها ستواجه أكثر التكنولوجيات تطوراً. لا أنت ولا أنا سنسمح لأنفسنا بأن يسكن بقربنا جار مجنون».
في المقابل، أعلن وزير الخارجية الإيراني أن بلاده ستنتج الوقود المخصب بنسبة 20 في المئة كلما احتاجت إلى ذلك، مؤكداً خلال مؤتمر صحافي في طهران أن «على روسيا أن تفرض موقفها من خلال اتخاذ إجراءات فاعلة، وإلا فستهزم من سياسات المنافس».
وشدد متكي على روسيا حتى « تعلن رسمياً قطع تعاونها مع أميركا والاتحاد الأوروبي، فيما لو أرادت هذه الدول الاستمرار بفرض عقوبات من جانب واحد وفوق قرار مجلس الأمن».
ورداً على سؤال عما إذا كان تجميد المحادثات حتى نهاية آب، الذي أعلنه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، يتضمن المناقشات بشأن اتفاق تبادل الوقود، أوضح متكي أن هذه المحادثات «تتعلق

بيريز: لا يمكننا النوم بهدوء في الليل إذا امتلكت إيران سلاحاً نووياً
بالمفاوضات مع مجموعة 5+1»، مشيراً إلى أن «المفاوضات بشأن اتفاق التبادل تتعلق فقط باتفاق الوقود. والمفاوضات مع مجموعة الست هي بشأن النقاط المشتركة في الاتفاقات المقترحة. هذان الأمران منفصلان». وتابع: «إن هذه الفرصة هي الأخيرة للغرب».
وكشف متكي أنه «يجري إعداد الرد على رسائل مجموعة فيينا» المؤلفة من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بشأن المفاوضات النووية. وقال إنّ «من المقرر إجراء لقاء ثلاثي (يضم إيران وتركيا والبرازيل) سيُعلَن تاريخه خلال يوم أو يومين».
كذلك تحدث الوزير الإيراني عن رسائل إيرانية أُرسلت إلى أعضاء مجلس الأمن عن تصويت هذه الدول على القرار «الجائر» 1929 الذي فرض عقوبات على إيران.
في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الخارجية التركية، وجود ضرورة لعقد المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني «بأسرع وقت ممكن» لأن تضييع الوقت ليس لمصلحة إيجاد حل للمسألة.
إلى ذلك، انتقل المفاوض النووي الإيراني السابق، حسين موسويان، إلى الولايات المتحدة حيث سيكون أستاذاً مقيماً في جامعة برينستون، ما يجعله أرفع مسؤول سياسي إيراني ينتقل إلى الولايات المتحدة منذ الاضطرابات التي تلت الانتخابات الرئاسية الماضية.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، مهر، إرنا)