لغة الحرب والتهديد أصبحت مجالاً خصباً للمزايدة بين طهران من جهة، وإسرائيل والغرب من جهة أخرى. يبدو أنّ كل طرف ينتظر الآخر لإعطاء الذريعةأعلنت إيران، أمس، أنها ستراجع علاقاتها مع بعض الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، بما فيها الصين وروسيا، طبقاً للمصالح الوطنية والعلاقات المتبادلة، فيما حذّر السفير الإسرائيلي لدى واشنطن، مايكل أورين، من احتمال أن تطلق إيران موجة من العنف في الشرق الأوسط، رداً على العقوبات الأميركية الجديدة.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» عن المتحدث باسم وزارة الخارجية، رامين مهمانبرست، قوله إنّ الوزارة مسؤولة عن المحافظة على العلاقات مع الدول الأجنبية، وهي تطبّق برامجها الاستراتيجية استناداً «إلى الخطط السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية المشتركة». وأضاف إنّ هذه «السياسات ستطبّق في ما خصّ العلاقات مع جميع الدول، بما فيها بريطانيا والصين وروسيا»، كما ستطبّق على علاقة إيران مع الدول المجاورة.
في هذا الوقت، قال وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، إنّ إيران تدرس حالياً مع تركيا والبرازيل، تنفيذ إعلان طهران بشأن تبادل الوقود، وستعلن رأيها في هذا الشأن بعد التشاور مع هذين البلدين.
إسرائيل تحذّر من «موجة عنف» تطلقها إيران في الشرق الأوسط
وفي السياق، أرسلت طهران خطاباً تحذيرياً الى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي من تأييد فرض عقوبات أوروبية ضدها. وقال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي «مثل هذا الأسلوب القائم على المواجهة قد يؤدي دون شك الى عواقب وخيمة على العلاقات بين جمهورية إيران الاسلامية والاتحاد الأوروبي».
وفي القاهرة، رأى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عقب اجتماعه مع الرئيس المصري حسني مبارك، أنّ قرار العقوبات على إيران «كان ضرورياً إلى حدّ ما، لتوجيه رسالة واضحة للغاية إلى القيادة الإيرانية بأنه لم يعد ممكناً تأجيل الإجابة عن الأسئلة المشروعة التي توجّهها الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وأشار إلى أنّ «الإيضاحات ضرورية لإقناعنا جميعاً بأنّ البرنامج النووي الإيراني ذو طابع سلمي فقط».
في غضون ذلك، دعا وزير الدفاع الإيراني، العميد أحمد وحيدي، روسيا إلى ضرورة الوفاء بالتزاماتها في مجال تسليم منظومة صواريخ «أس 300» للدفاع الجوي لإيران.
وقال، في ختام اجتماع مجلس الوزراء، إنّ «منظومة الصواريخ أس 300 ترتبط بعقد دفاعي إيراني ولا علاقة لها بقرارات مجلس الأمن».
من جهته، أمر الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، بتطبيق مشروع قانون يدعو إلى بذل جهود كبيرة لفرض مقاطعة تامة للمنتجات الإسرائيلية المنشأ.
في المقابل، قال سفير إسرائيل لدى واشنطن، في مقابلة مع مجلة «فورين بوليسي»، إنّ إيران قد تردّ على القيود الصارمة التي فُرضت على قدرتها على شراء البنزين وتمويل شركاتها الحكومية، بالعودة إلى طاولة المفاوضات، أو باستخدام صلاتها بحزب الله وحركة حماس للدفاع عن نفسها عبر جعلهما يشنّان هجمات على إسرائيل، وربما على دول أخرى.
(يو بي آي، إرنا، أ ف ب، رويترز)