خاص بالموقع- تبذل الولايات المتحدة جهوداً استثنائية لمواجهة أسوأ بقعة نفط تهدّد سواحلها منذ عقود، وقد تحدث كارثة في المنطقة التي سيصل إليها اليوم الرئيس باراك أوباما.
وأوضح حاكم لويزيانا (جنوب شرق) بوبي جيندال، أن المسؤولين الاتحاديين أبلغوه أن الجزء الأكبر من النفط الذي يتسرّب من المنصة التي غرقت في 22 نيسان لن يصل إلى السواحل قبل اليوم. ورأى حاكم ولاية لويزيانا أن «هذه البقعة لا تمثّل خطراً على المستنقعات وأماكن صيد السمك فحسب، بل على نمط حياتنا أيضاً».

وتجري عمليات عدة متزامنة في محاولة لحماية السواحل الأميركية، حسبما ذكر خفر السواحل وإدارة بريتش بتروليوم التي تملك المنصة النفطية.

وترشّ فرق على متن سفن وطائرات مواد كيميائية لتشتيت البقعة، بينما نشرت سدود عائمة على امتداد أكثر من 84 كيلومتراً، وسحب أكثر من 3،8 ملايين ليتر من النفط الذي اختلط بالمياه.

واضطرت منصتان نفطيتان أخريان في الخليج إلى وقف عملياتهما لأسباب أمنية، وأُخليت إحداهما. وقد حُوّل جزء من مياه الميسيسيبي، أطول نهر في البلاد، باتجاه بحيرات لويزيانا لإبعاد البقعة السوداء التي عدّتها الإدارة الأميركية «كارثة وطنية».

وتنذر البقعة النفطية بأسوأ كارثة بيئية في تاريخ الولايات المتحدة، حيث يرى حرس السواحل أن تسرّب النفط قد يتفاقم كثيراً مع تسرّب ملايين الليترات كل يوم، كما نقلت عنهم صحيفة «ذي موبايل برس ريجستر» السبت. وأشارت الصحيفة إلى أن حجم التسرّب يمكن أن يتضاعف عشر مرات مقارنة مع الكميات التي أعلنت حتى الآن.

وبحسب تقرير داخلي للهيئة الوطنية للمحيطات، فإن تسرّب النفط يمكن أن يزداد بصورة كبيرة إذا تعرضت أنابيب الشفط في المنصة لمزيد من الأضرار.

بدوره، أكد باحث في جامعة ميامي (فلوريدا، جنوب شرق)، أن البقعة النفطية التي نجمت عن تسرّب من منصة حفر في خليج المكسيك، أكبر بثلاث مرات على الأقل، مما كان يعتقد أصلاً، مستنداً في ذلك إلى صور للأقمار الاصطناعية. وقال إن مساحتها بلغت الخميس تسعة آلاف كيلومتر مربع مقابل 2600 كيلومتر مربع الاثنين.

ومع النفط المتسرّب يومياً من الآبار الموجودة تحت المنصة يمكن أن تتجاوز الكارثة قريباً الكارثة الأسوأ في التاريخ الأميركي، التي سبّبتها منصة أكسون فالديز في 1989 قبالة شواطىء ألاسكا.

من جهة ثانية، ذكر الناطق باسم شركة بريتش بتروليوم، جون كيري، أن الشركة تتحمل المسؤولية الكاملة عن البقعة، وستعمد إلى تنظيفها، وستدفع تعويضات إلى المتضررين الذين يتقدمون بشكاوى قانونية، مشيراً إلى أنها ما زالت تسعى إلى وقف تسرّب المحروقات، حيث تحاول أربع آليات تحت البحر إغلاق صمام أمان البئر، في وقت تعمل الشركة حالياً على إنتاج «غطاء» كبير يزن سبعين طناً لوضعه في عمق البحر من أجل سد البئر في عمل قد يستغرق أسابيع. وأخيراً، يفترض أن تبدأ الشركة بحفر آبار إنقاذ لخفض الضغط قبل إغلاق البئر نهائياً. وقال كاري إن هذه العملية يفترض أن تستغرق بين ثلاثين يوماً وتسعين.

من جهته، أعلن الرئيس أوباما، الذي من المقرر أن يزور المنطقة اليوم، أن 1900 من الموظفين الفدراليين مزوّدين بـ300 سفينة ومروحية يعملون في المنطقة. وعيّن الرئيس الأميرال في خفر السواحل، ثاد آلن، ليقود عمليات الطوارئ. وآلن كان من الشخصيات القليلة التي لقيت إشادة بأدائها بعد إعصار كاترينا في عام 2005، الذي واجه بعده الرئيس السابق جورج بوش انتقادات حادة بسبب بطئه في التحرك.

وقال آلن إن هذه البقعة لم تؤثر كثيراً على الإنتاج الأميركي للنفط والغاز، ولا على النقل البحري على طول السواحل الجنوبية للولايات المتحدة. إلا أنه حذر من أن البقعة النفطية قد تؤثر على حركة الملاحة البحرية التجارية إذا واصلت اقترابها من سواحل ميسيسيبي والاباما.

يذكر أن المنصة، التي تستثمرها شركة «بريتش بتروليوم» البريطانية، غرقت في 22 نيسان الماضي، بعد يومين من انفجار وحريق شبّ فيها، وأدى ذلك إلى تسرّب نفط من بئر تقع على عمق 1800 متر.



(أ ف ب)