بعد أشهر على أنباء مقتله، ظهر زعيم «طالبان» باكستان، حكيم الله محسود، في تسجيل مصور بعد ساعات على اعتداء نيويورك الفاشل، متوعّداً بمهاجمة المدن الأميركية.وذكر المركز الأميركي لرصد المواقع الإسلامية «سايت» أن محسود هدد بالرد على الولايات المتحدة في غضون شهر على مقتل قادة إسلاميين، بحسب ما جاء في التسجيل الذي صُور في 4 نيسان الماضي على ما يبدو، وبلغت مدته تسع دقائق ويظهر محسود فيه وهو محاط برجلين مقنعين ومسلحين. وقال في التسجيل إن «الوقت بات قريباً عندما سيهاجم فدائيونا المدن الكبرى في الولايات المتحدة».
وندّد محسود، الذي تولى قيادة حركة «طالبان» الباكستانية في آب الماضي، بالتقارير التي تحدثت عن مقتله، واصفاً إياها بأنها «كذب ودعاية من الكفار». وقال: «إن شاء الله في وقت قريب جداً، في غضون أيام أو أشهر ستشهد الأمة الإسلامية على نتائج أنجح الهجمات التي يقوم بها فدائيونا في الولايات المتحدة».
وأشار إلى أن «طالبان» ستهاجم الولايات المتحدة «لأنها وراء استشهاد العديد من قادتنا المسلمين الكبار، بينهم بيت الله محسود وغيرهم من الإخوة المحترمين من القاعدة». وأضاف: «لقد اخترق فدائيونا أميركا الإرهابية، وسنسدد ضربات مؤلمة لأميركا المتعصبة».
وقد أدلى محسود بتصريحات مماثلة، في شريط ثانٍ لحركة «طالبان» الباكستانية بُثَّ أمس أيضاً، ويبدو أنه سُجل في 19 نيسان، ويظهر فيه محسود إلى جانب خريطة للولايات المتحدة تظهر عدة انفجارات في أنحاء البلاد.
وأعرب مركز «أنتل سنتر» عن اعتقاده بأن كل أشرطة حركة «طالبان» الباكستانية، التي نُشرت منذ الكشف عن محاولة تفجير السيارة في نيويورك، أصلية. وقال: «نعتقد أن هذا التهديد ذو صدقية، وأن هناك تهديداً كبيراً بمحاولة شنّ هجمات أخرى على غرار محاولة نيويورك».
إلا أن رئيس بلدية نيويورك، مايكل بلومبرغ، كان قد أشار إلى أنه «لا دليل على أن هذا الأمر (السيارة المفخخة في نيويورك) مرتبط بالقاعدة أو أي منظمة إرهابية كبرى أخرى»، رغم تبني «طالبان» للاعتداء.
في هذه الأثناء، تواصل شرطة نيويورك تحقيقاتها لإلقاء القبض على مرتكبي محاولة الاعتداء الفاشلة، وتدقق بالخصوص في أشرطة مصورة تظهر رجلاً يغادر المكان مساء السبت، إضافة إلى بصمات عُثر عليها في السيارة المفخخة. وقال مفوض الشرطة ريموند كيلي إنه رُصد رجل أبيض في الأربعينيات من عمره على بعد نحو نصف بناية من المكان الذي تركت فيه السيارة ومحركها يعمل وإشارات الانتظار مضاءة.
(أ ف ب، رويترز، أ ب)