أعلن الرئيس الإيراني، محمود نجاد، أمس، أن بلاده «ستواصل قطعاً» برنامجها النووي رغم التهديدات الإسرائيلية بعمل عسكري ضدها، في الوقت الذي أبدى فيه موافقة مبدئية على قبول وساطة برازيلية لتبادل الوقود على أراضيها
نيويورك ــ نزار عبود
تعهد الرئيس الإيراني، محمود نجاد، من نيويورك، بمواصلة البرنامج النووي لبلاده. وقال، في مقابلة مع برنامج «صباح الخير يا أميركا» الذي تذيعه شبكة «إيه.بي.سي»، «إيران ستستمر قطعاً في طريقها».
في المقابل، أيّد الرئيس الإيراني «مبدئياً» اقتراح البرازيل تبادل الوقود النووي على أراضيها، داعياً إلى مواصلة المحادثات بشأن المسائل الفنية المرتبطة بهذا الاقتراح في طهران، بعد «محادثات هاتفية مع الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز»، وفقاً لما نقله بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية في إيران. وأتت الموافقة الإيرانية بالتزامن مع إعلان السفير الأميركي لدى تركيا، جيمس جيفري، أن أنقرة تؤدي دوراً مهماً كوسيط بشأن الملف النووي الإيراني، لافتاً إلى أن البرازيل تتعاون بنحو وثيق معها في هذا المجال.
وفي السياق، نفى نجاد، في مؤتمر صحافي عقده في نيويورك، أن تكون إيران معزولة في برنامجها النووي، لأن كبرىات الكتل الدولية دعمت حقها خلال المؤتمر.
ورأى نجاد أن أي عقوبات أميركية جديدة بحق بلاده ستعني نهاية إمكان إصلاح العلاقة مع إيران، قائلاً «هذا سيسدّ الطريق ويعيدنا إلى عهد (جورج) بوش. وإذا اتّبعوا طريقه، فإن مصيرهم الهاوية». وحذر الإدارة الأميركية من أي اعتداء على بلاده.
وقال نجاد إن «أي جهة لن تتجرأ على الحرب مع إيران»، وخصوصاً إسرائيل «التي لا تحسب لها (إيران) أي حساب». وسخر من التهديدات الإسرائيلية لسوريا ولبنان وغزة، مؤكداًَ أن إيران «لن تقف مكتوفة اليدين وستشارك وتحمي بالكامل». وتوعد بأن الحرب المقبلة ستكون حرب إسرائيل الأخيرة، محذراً من أن «الولد الأهوج يدرك نتائج سلوكه».
واتهم نجاد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها تخرج عن نطاق التفويض الممنوح إليها في إثارة تساؤلات بشأن تصميم الصواريخ وغيرها من المسائل العسكرية.
وفي الشأن الداخلي الإيراني، نفى نجاد أن يكون قمع المتظاهرين المناهضين للحكومة قد ولّد الخوف أو دفع الإيرانيين إلى الهرب خارج البلاد، بالتزامن مع إعلان مسؤول المجلس الإيراني الأعلى لحقوق الإنسان، محمد جواد لاريجاني، أن إيران مستعدة للرد على اتهامها بانتهاك حقوق الإنسان واستقبال المفوضّة العليا للأمم المتحدة المكلفة بهذه المسألة، نافي بيلاي.
وفي ما يتعلق بالمواطنين الأميركيين الثلاثة المحتجزين في إيران، كرر نجاد موقفه أنه يودّ أن يراهم أحراراً، مثلهم مثل الإيرانيين السبعة الذين قال إنهم معتقلون في الولايات المتحدة، فيما رفض القضاء الفرنسي تسليم الولايات المتحدة المهندس الإيراني ماجد كاكوند، الذي يتهمه القضاء الأميركي بتزويد إيران بمواد «ذات استخدام مزدوج»، مدني وعسكري.
وعن الأنباء التي تحدثت عن وجود زعيم تنظيم «القاعدة»، أسامة بن لادن، في إيران، قال نجاد في مقابلة بثّتها قناة «اي بي سي» الأميركية، «كونوا أكيدين أنه في واشنطن. هناك احتمالات كبيرة أن يكون هناك».
في هذه الأثناء، أعلن مرشد الثورة الإسلامية، علي خامنئي، أن تجربة الشعب الإيراني أثبتت أن الحصار والعقوبات التي فرضت على إيران لم تعق مسيرة التقدم في البلاد، وذلك بالتزامن مع بدء القوة البحرية في الجيش الإيراني، أمس، مناورات بحرية أطلق عليها اسم «الولاية 89»، وتستمر ثمانية أيام وتغطي شرق مضيق هرمز وبحر عمان وشمال المحيط الهندي.
وفيما تمثّل المشاكل الاقتصادية الداخلية تحدياً أكثر تعقيداً لقادة إيران من العقوبات المحتملة، قالت وكالة «إرنا» إن إيران جمعت 140 مليون يورو في اليوم الأول من إصدار سندات بقيمة 250 مليون يورو لتمويل تطوير حقل بارس الجنوبي للغاز الطبيعي.
وفي السياق، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن شركات الهندسة التابعة للحرس الثوري الإيراني التي حلّت مكان الشركات الأوروبية التي غادرت إيران بعد العقوبات، قد كوفئت بعقود نفطية كبيرة لم تعرض في مناقصات، ما عزّز دور الحرس الثوري في تطوير قطاع النفط.
‎إلى ذلك، أعلن الحرس الثوري، أمس، قتل خمسة أشخاص، بينهم امرأتان تنتميان إلى حزب الحياة الحرة لكردستان «بيجاك»، بعد مهاجمتهم في وقت سابق مخفراً لشرطة المرور في غرب البلاد وقتلهم عدداً من عناصره.