واشنطن ـ محمد سعيد خاص بالموقع- يبدأ الرئيس الأفغاني حامد قرضاي غداً الاثنين زيارة إلى الولايات المتحدة تستمر بضعة أيام تهدف إلى توثيق علاقاته مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما. وهو سيلتقي أوباما يوم الأربعاء كما يلتقي وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس وعدد من قيادات الكونغرس الأميركي. وتأتي زيارة قرضاي لواشنطن في وقت أعلنت فيه الحكومة الأميركية دعمها لجهود الرئيس الأفغاني في دمج مقاتلي طالبان في المجتمع المدني الأفغاني، فيما أوعز أوباما صراحة إلى طاقمه للأمن القومي والسياسة الخارجية بالتعامل مع قرضاي بمزيد من الإحترام العلني وذلك عقب تصريحات شديدة اللهجة من مسؤولين أميركيين كانت أثارت غضب قرضاي وأثارت شكوكاً حول علاقته مع واشنطن.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول أميركي كبير قوله إنّ أوباما أوضح خلال اجتماع عقد فى البيت الأبيض الشهر الماضي أنّ الرئيس قرضاي هو شريك رئيسي للولايات المتحدة فى المجهود الحربي والذي سينعكس فى زيارته الى واشنطن هذا الأسبوع.
وقد شجعت الحكومة الأميركية قرضاي على إحضار وفد من كبار المسؤولين الأفغان ما يعطيهم فرصة للقاء نظرائهم في الحكومة الاميركية والقادة المؤثرين فى الكونغرس.
ويسعى أوباما الى فرض انضباط على كبار مسؤولي حكومته الذين بعثوا باشارات متضاربة بشأن شرعية قرضاي وتقديره في الحملة العسكرية التي تشنها الولايات المتحدة ضد المقاومة الأفغانية التي تقودها حركة طالبان.
ونتيجة لذلك، هدد الرئيس قرضاي بالاستقالة والإنضمام إلى طالبان بعد أيام فقط من اختتام أوباما لاول زيارة له الى كابول فى 28 مآذار الماضي منذ توليه الرئاسة.
وانتاب قرضاي شعوراً بالمرارة بعد تلقيه نسخة من تصريحات أدلى بها مستشار أوباما لشؤون الأمن القومى جيمس جونز وهو فى طريقة إلى كابول اعتبرها مهينة وذلك بعد اجتماع دام ساعتين في القصر الرئاسي. وبعد ذلك بثلاثة أيام قرأ قرضاي في مقال بصحيفة واشنطن بوست أنّ مسؤولاً اميركياً لم يعلن عن اسمه هدد بوضع احمد والي قرضاي وهو الاخ غير الشقيق للرئيس الأفغاني على قائمة القتل او الاعتقال للجيش الاميركي.
ويذكر انّ اتهامات بالفساد وعلاقات بتجار المخدرات وجهت الى شقيق الرئيس الافغاني، زعيم مجلس مقاطعة قندهار.
غير أنّ البيت الأبيض رحب فيما بعد بخطوات قرضاي المعلنة لمكافحة الفساد، والتي شملت مطالبات بإفصاح المسئولين عن الأصول المالية التي يمتلكونها وتشكيل لجنة لإجراء التحقيقات.
وقال الجنرال دوغلاس لوت، كبير مستشاري أوباما لشؤون أفغانستان وباكستان، «يعنينا أن نسمع عن اتخاذ خطوات إضافية هذا الأسبوع، وكيف يمكننا دعم هذه الخطوات». وأضاف بأنّ قرضاي سيحضر وعدد كبير من وزراء حكومته في اطار خطة لاجراء حوار بين حكومتي البلدين تتناول العديد من القضايا، تتراوح من الأوضاع الأمنية، الى تعزيز الحكم الرشيد.
وقالت «واشنطن بوست» إنّ أوباما يعتزم تخصيص جزء كبير من وقت لقائه مع قرضاي للتحدث عن علاقة طويلة الأجل تتضمن تواجد عدد أقل بكثير من القوات الأميركية ولكن مع دعم دبلوماسي واقتصادي أكبر.
وقال مسؤول اميركي كبير إنّ زيارة قرضاي تهدف لكي تكون اعلاناً واضحاً عن «العلاقة والقضايا التى نعمل على تنفيذها مع الرئيس الافغاني». وينتظر ان يقام للرئيس قرضاي مأدبة عشاء عمل من جانب وزيرة الخارجية كلينتون التي يثق بها أكثر من أي مسؤول أميركي آخر وكذلك من جانب نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن الذى تربطه به علاقة عاصفة.
ويذكر أنّ لقاءات قرضاي في واشنطن هذا الأسبوع تأتي قبل عقد مؤتمر دولي هام في 20 تموز المقبل تستضيفه الحكومة الأفغانية للمرة الأولى، ويهدف لمتابعة نتائج مؤتمر سابق كان عقد في كانون الثاني الماضي بالعاصمة البريطانية لندن، لحشد الدعم للحكومة الأفغانية.