بول الاشقرخاص بالموقع - جرت أول من أمس الانتخابات المحلية في الأوروغواي التي تشمل انتخاب مجالس الأقضية وحكامها، كذلك شملت للمرة الأولى انتخاب مجالس بلدية في كل المدن التي تضم 5000 نسمة، وبدءاً من 2015 كل البلدات التي تضم 2000 نسمة، في محاولة لتفعيل اللامركزية.
وقد حيّر هذا المستوى الجديد من العمل المحلي عدداً كبيراً من الناخبين الذين فضّلوا الاقتراع كالعادة لمجالس الأقضية الـ19، التي تتألف منها الدولة، وتخلّوا عن التصويت لرؤساء البلديات. وقد علّق الرئيس خوسي «بيبي» موخيكا على هذا الواقع قائلاً: «الانتخابات البلدية اليوم كان لها طابعها التجريبي. وبدءاً من الانتخابات المقبلة، سيعرف الناخبون بطريقة أفضل كيفية التعاطي مع الهموم المحلية».
وفازت الجبهة العريضة، حزب الرئيس موخيكا، بستة أقضية والحزب الوطني بعشرة، وحزب كولورادو بقضاءين والمنافسة مستمرة على إدارة القضاء الأخير بين الجبهة العريضة والحزب الوطني. وبالمقارنة مع انتخابات مجالس الأقضية عام 2005، كانت الجبهة قد حصلت على ثمانية أقضية والوطني على عشرة وكولورادو على قضاء واحد. ومع أن تصويتها تراجع لأول مرة منذ ثلاثين سنة في العاصمة، فقد حافظت الجبهة العريضة كما هي الحال منذ عقدين على سلطتها في قضاء العاصمة، حيث يقطن نصف سكان البلاد، كذلك بقيت في مقاليد السلطة في أكبر ثلاثة أقضية التي تمثّل وحدها أكثر من 60 في المئة من السكان و70 في المئة من الناتج المحلي.
وفي المحصلة، بقي ميزان القوى تقريباً هو نفسه مع تغييرات طفيفة. ومن الممكن إضافة أن حزب كولورادو، أقدم حزب أوروغواياني، وخصوصاً في المدن، تحول إلى حالة هامشية بعد مأساته الانتخابية عام 2004، حيث يتابع عملية إعادة بناء نفسه.
أما الحزب الوطني، القوي أساساً في الأرياف، فقد صمد في قواعده التقليدية وترسّخ كأول قوة معارضة حتى في المدن. ويمكن القول إن الجبهة العريضة اليسارية تلقّت بطاقة صفراء بوجود نحو 10 في المئة من الأوراق البيضاء، مع أنها لم تؤثر على النتائج النهائية في العاصمة بسبب تردّي نظام النقل والنظافة في العاصمة. وهاتان المهمتان ستكونان الشغل الشاغل لآنا أوليفيرا، الأستاذة الشيوعية، التي هي أول امرأة في تاريخ الجمهورية تترأس مجلس قضاء العاصمة.