خاص بالموقع - يُجري الرئيس الأفغاني، حامد قرضاي، زيارة لواشنطن تستمر أربعة أيام وترمي إلى تحسين العلاقات مع إدارة الرئيس باراك أوباما بعد التوتر الذي ساد بين الطرفين في الأشهر الأخيرة، بحسب ما أعلن المسؤول الأفغاني، صديق صديقي. وقال المسؤول الأفغاني إن الرئيس قرضاي غادر العاصمة الأفغانية، كابول، أول من أمس ووصل صباح أمس إلى قاعدة أندروز الجوية قرب العاصمة الأميركية، واشنطن. وسيشارك مساءً في عشاء مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.
ويفترض أن يلتقي قرضاي أوباما يوم الأربعاء، على أن يعقد مؤتمر صحافي مشترك في حديقة الظهور بعد اللقاء. وسيكون أول لقاء بينهما منذ الجدل الذي أثاره الرئيس الأفغاني عندما اتهم الغربيين بالوقوف وراء عمليات التزوير الكثيفة في الانتخابات الرئاسية الصيف الماضي. ويصحب قرضاي معه خمسة عشر مسؤولاً أفغانياً بينهم عشرة وزراء. وسيلتقي الوفد أيضاً أعضاء في الكونغرس الأميركي.
ويعتقد مراقبون أن أوباما سيوجه رسالة صارمة، في الاجتماعات الخاصة، سيكون مفادها أن واشنطن تريد بدء سحب قواتها من أفغانستان ابتداءً من تموز 2011، وأنّ على قرضاي أن يبذل مزيداً من الجهد في ما يتعلق بأسلوب الحكم ومعالجة الفساد.
وقال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، بن رودس: «عندما نرى حاجة إلى ضرورة فعل المزيد، سننقل ذلك للأفغان مباشرة، ونهدف كذلك إلى دعم التحرك الإيجابي في القضايا المتصلة بالفساد والحكم الرشيد». ويقرّ بأن هناك فترات سطوع وأفول في العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أحاديث محتدة دارت بين الرئيسين في الآونة الأخيرة بعد تصريحات مناهضة للغرب أدلى بها قرضاي وألقى فيها بالقدر الأكبر من اللوم في الفساد على المانحين الأجانب.
وقال خبراء إن من المهم أن يظهر الرئيسان أنهما ألقيا التوترات الأخيرة وراء ظهريهما، إذ إن كل جانب يحتاج إلى الآخر. ولدى قرضاي ما يبعث على القلق، ومن المتوقع أن يثير خلال المحادثات مسألة سقوط ضحايا من المدنيين، إضافة إلى قلق كثير من الأفغان من أن يضعف التزام الولايات المتحدة تجاه بلادهم سريعاً فور أن تبدأ في سحب قواتها.
وسيكون كل أعضاء مجلس الوزراء الأفغاني تقريباً في واشنطن لحضور الاجتماعات التي ستعقد خلال أيام الزيارة الأربعة على نحو يحاكي «الحوار الاستراتيجي» الذي جرى في آذار مع باكستان والذي استهدف إظهار عمق العلاقات بين البلدين.
وتأتي زيارة قرضاي في مرحلة مهمة من الحرب في أفغانستان، حيث من المتوقع أن يُستكمل وصول 30 ألف جندي أميركي إضافي بحلول نهاية آب، وأن تُشنّ حملة عسكرية للسيطرة كاملاً على قندهار معقل «طالبان» في الجنوب. ويخطط قرضاي لمجلس سلام أو «جيرجا» في أفغانستان هذا الشهر لبحث سبل جعل «طالبان» تجلس إلى الطاولة. ورفضت «طالبان» حتى الآن جهود قرضاي لإعادة الاندماج.
وتشير مسودة اقتراح سلام وضعتها الحكومة الأفغانية إلى أنها قد تعرض على زعماء «طالبان» العيش في دولة ثالثة في محاولة لإقناع المتمردين بإنهاء الحرب. ومن بين النقاط الأخرى التي سيجري التركيز عليها، التخطيط لمؤتمر دولي بشأن أفغانستان مقرر عقده في كابول في أواخر تموز، وكذلك إجراء انتخابات برلمانية في أيلول المقبل.
وبالإضافة إلى هذا، يتطلع قرضاي إلى فعل المزيد للقضاء على ملاذات المقاتلين في باكستان المجاورة التي قال عنها إنها «تضر بقضيتنا».

(أ ف ب، رويترز)