بعد شهرين على بدء احتجاجهم ومطالبتهم باستقالة رئيس الوزراء أبهيست فيجاجيفا، أنهى قادة «القمصان الحمر» أمس اعتصامهم المناهض للحكومة، بعد الهجوم الذي شنّه الجيش على موقعهم في وسط العاصمة بانكوك، وبدأوا يستسلمون للشرطة.ودعا قادة «القمصان الحمر» الآلاف من مؤيديهم في الموقع إلى المغادرة، والتوجه إلى منطقة وفّرت فيها الحكومة حافلات لكي يتمكنوا من مغادرة العاصمة.
وقال المسؤول في حركة المعارضة، ناتاوات سايكوار، في مقابلة تلفزيونية من مكتب الشرطة الوطنية، حيث وضع قيد الحجز الاحترازي، «أطلب من الجميع المغادرة إلى منازلهم». وأضاف «ستتولى الشرطة ضمان أمن الطرقات وأمنكم، وآمل أن تعودوا إلى منازلكم بأمان». لكنّ الحكومة قالت إنّ بعض زعماء المحتجين فرّوا من الموقع بعدما بدأت قوات الجيش عملية تطهير المنطقة، واستسلم لها أربعة من القادة.
وكان قادة «الحمر» قد أعلنوا في وقت سابق، وسط تأثر شديد، انتهاء حركة الاحتجاج أمام حشد كبير من المؤيدين. وقال جاتوبورن برومبان «أعلم أنّكم تتألمون، وبعضنا عاجز عن الكلام، لكنّنا نريد أن نوقف سقوط ضحايا هنا». وأضاف «أعلم أنّه إذا جاء الجيش إلى هنا، فالعديدون منكم سيضحّون بأرواحهم ولا يمكننا أن نقبل ذلك». وقد أوقع تدخل الجيش في موقع تحصُّن المتظاهرين خمسة قتلى بينهم صحافي إيطالي.
وفرض رئيس الوزراء أبهيست فيجاجيفا حظر التجوال في بانكوك ابتداءً من الساعة الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي حتى الساعة السادسة من صباح اليوم. وقال أبهيست، في الأمر الصادر، إنّ المقصود من حظر التجوال هو السماح للسلطات الأمنية بأداء واجبها. ولاحقاً خلال النهار، انضمت 21 محافظة إلى قرار حظر التجوال.
واجتاحت أعمال شغب وحرائق بانكوك بعد اقتحام الجيش مخيم المحتجين؛ فقد أضرم محتجون النار في خمسة مبان، بينها البورصة التايلاندية ومركز سنترال وورلد التجاري، وهو ثاني أكبر مركز تجاري في جنوب شرق آسيا، في الوقت الذي امتدت فيه أعمال الشغب إلى شتى أنحاء المدينة، التي يقطنها 15 مليون نسمة. وقُطعت الكهرباء عن منطقة سوخومفيت رود المليئة بالمجمّعات السياحية والسكنية الراقية، وذلك بعد ساعات فقط من إعلان الجيش أنّ الوضع تحت السيطرة.
كذلك أضرم متظاهرون النار في مبنى تلفزيون القناة الثالثة في بانكوك أثناء وجود الموظفين في داخله، ما أدى إلى احتجاز نحو مئة شخص بين ألسنة النيران، كما أعلن مسؤول في فرق الإطفاء.
وقال المتحدث باسم فرق الإطفاء إنّ «المبنى هاجمه متظاهرون، وعندما أرسلنا سيارة إطفاء هاجموها أيضاً».
من جهته، قال سامران شاتو، الصحافي في القناة الثالثة، «نحن في حالة أزمة. هناك نحو مئة من موظفينا عالقون في الداخل». وأعلن مسؤولون عسكريون أنّه أُرسلت طوافة إلى المكان لإخلاء الموظفين المحتجزين في الداخل.
كذلك أعلن مسؤول في شرطة مدينة أودون تاني (شمال شرق تايلاند) أنّ محتجين مناهضين للحكومة اقتحموا مجمعاً لمجلس المدينة وأضرموا النار فيه.
في المقابل، أعلن المصرف المركزي التايلاندي، في بيان له، عطلة للمصارف على مستوى البلاد اليوم وغداً لاعتبارات تتعلق بالأمن العام. وأضاف البيان إنّ البورصة ستغلق أبوابها كذلك يومي الخميس والجمعة.
إلى ذلك، أمرت السلطات التايلاندية كلّ محطات التلفزيون أمس بألّا تبث سوى البرامج التي تجيزها الحكومة فقط بدلاً من البرامج العادية.
(أ ف ب، رويترز)