Strong>رغم الخلاف الذي ظهر أخيراً بين واشنطن من جهة وأنقرة وبرازيليا من جهة أخرى، على خلفية توقيع اتفاق 17 أيار في طهران بين البرازيل وتركيا وإيران، يبدو أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قد ترك بصماته على هذا الاتفاق قبل توقيعهكشفت جريدة «فوليا دي سان بولو البرازيلية» عن أن الرئيس الأميركي باراك أوباما وضع بصماته على الاتفاق النووي بين البرازيل وتركيا وإيران، قبل توقيعه في 17 أيار الجاري في طهران، وذلك من خلال رسالة بعث بها إلى نظيره البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
وبيّنت الصحيفة البرازيلية، التي نشرت النص الحرفي لرسالة أوباما إلى لولا، الموقّعة بتاريخ 20 نيسان الماضي، أن هدف الرئيس الأميركي من إرسالها حسب قوله، هو «تقديم تفسير مفصل» عن نظرته و«اقتراح طريق يجب سلوكه» في المفاوضات مع إيران.
ورأى الرئيس الأميركي في الرسالة أن «نقل 1200 كيلوغرام من اليورانيوم (المنخفض التخصيب) إلى خارج البلاد أداة لترسيخ الثقة وتقليص التوترات الإقليمية».
واللافت أن المسؤولين الأتراك والبرازيليين التزما حرفياً بهذه «الطريق»، فقد طلبت الرسالة «دوراً مركزياً لروسيا»، وهذا ما لحظه اتفاق طهران في ما بعد، حيث نص على تخصيب اليورانيوم في روسيا.
وتقترح الرسالة «على البرازيل أن تصر مع إيران على الفرصة التي يمثّلها العرض بأن تحتفظ باليورانيوم كعهدة في تركيا»، وهذا بالذات تضمنه البند الخامس من إعلان طهران.
ويؤكد أوباما للولا، في رسالته، قائلاً: «أنا أوافقكم أنّ مفاعل طهران للأبحاث يمثل فرصة لفتح طريق أمام حوار أكثر فاعلية يؤدي إلى حلّ القلق الأكثر تجذراً الذي يعانيه المجتمع الدولي في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. أود أن أشير إلى أنّ هذا الحدث ذو أهمية كبرى بالنسبة إلى الولايات المتحدة. وإيران ستنال الوقود النووي المطلوب ليستمر مفاعل طهران للأبحاث في العمل».
كذلك، «من أجل البدء بمسار دبلوماسي بنّاء»، يرى أوباما في رسالته أن على «إيران أن تبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية التزامها الإيجابي بالمشاركة بواسطة قنوات رسمية». وهذه النقطة منصوص عليها حرفياً في البند السادس من الاتفاق، وقد ترجمتها إيران بتسليم رسالتها الاثنين الماضي إلى وكالة الطاقة.
ويشدد أوباما على متابعة الجهود «لفرض عقوبات على إيران». لكنه يقول في الوقت نفسه: «سأترك الأبواب مفتوحة للتقارب مع إيران». وحسبما رأى معلق الصحيفة البرازيلية، كلوفيس روسي، فإن أوباما التزم بالجزء الأول، حيث باشرت الولايات المتحدة في اليوم التالي للاتفاق بطرح مسودة العقوبات الجديدة التي عرضتها على مجلس الأمن. لكنها لم تلتزم بالجزء الثاني من الوعد، إذ إن «الأبواب ما زالت موصدة، على الأقل حتى هذه اللحظة».
ويبدي أوباما استعداد حكومته لتكون من «الموقعين المباشرين (على الاتفاق) أو لأداء دور أكثر مباشرة في عملية إنتاج الوقود النووي»، مشيراً إلى أن في ذلك ضمانة لطهران.
في المقابل، تصاعد السجال بين الولايات المتحدة من جهة والبرازيل وتركيا من جهة أخرى حول البرنامج النووي الإيراني، بعدما تحدثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن «خلاف جدي» مع البرازيل بسبب إصرارها على أخذ اتفاق طهران في الاعتبار، قبل أن تدفع واشنطن باتجاه فرض عقوبات على
إيران.
وأكد الرئيس البرازيلي أن «البرازيل وتركيا تعملان من أجل السلام. (وأن) إيران حتى الآن نفذت التزاماتها الواردة في الاتفاق مع البرازيل وتركيا»، مشيراً إلى أن «الدول التي تمتلك السلاح النووي هي التي تعارض هذا الاتفاق».
وخلال افتتاحه المنتدى العالمي الثالث لتحالف الحضارات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في ريو دي جانيرو، جدد الرئيس البرازيلي دعوته إلى حل تفاوضي للأزمة النووية الإيرانية.
بدوره، حمل رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، بعنف على معارضي اتفاق 17 أيار. وقال، في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس لولا في برازيليا، إن «الدول التي تنتقد هذا الاتفاق تشعر بالغيرة لأن البرازيل وتركيا تمكنتا من التوسط وتحقيق نجاح دبلوماسي كانت دول أخرى تتفاوض بشأنه منذ سنين من دون أن تتوصل إلى أي نتيجة».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)