واشنطن ـ محمد سعيد تعتزم الولايات المتحدة ودول أجنبية أخرى تعديل إجراءات التفتيش التي تعتمدها في مطاراتها خلال الأسابيع القليلة المقبلة. ويتوقع أن تتبنّى سلطات الأمن في هذه الدول قاعدة معلومات استخبارية إضافية في سياق محاولات منع دخول من تشتبه في علاقاتهم بما تسميه الإرهاب، من ركوب الطائرات المتجهة إلى الولايات المتحدة.



وقال مسؤولون أميركيون إن نظام الإجراءات الجديد «هو نتاج مراجعة استمرت نحو ثلاثة أشهر عقب محاولة تفجير فاشلة لطائرة دلتا الأميركية، التي كانت متجهة من أمستردام إلى مطار ديترويت يوم 25 كانون الأول الماضي».



وطبقاً للإجراءات الأمنية الجديدة، فإن سلطات الأمن الأميركية تعتزم التخلي عن سياسة استخدام الجنسية فقط لتحديد من هم الأجانب الذين سيواجهون إجراءات تفتيش مكثّفة لدى دخولهم المطارات الأميركية، وستختار هؤلاء استناداً إلى معلومات استخباريّة بينها الأوصاف الجسدية.



ونقلت وسائل الإعلام الأميركية الرئيسية عن مسؤولين أميركيين قولهم إن «الحكومة ارتأت أن المسافرين من الدول الـ 14 التي يخضع مواطنوها لإجراءات تفتيش إضافية لدى دخولهم الأراضي الأميركية، لن يخضعوا بعد الآن لهذه الإجراءات، إلا إذا توافرت عنهم معلومات استخباريّة خاصة». وتضم قائمة الـ 14 دولة، أفغانستان والجزائر ولبنان وليبيا والعراق ونيجيريا وباكستان والسعودية والصومال واليمن وسوريا وإيران وكوبا.



وكان قرار إخضاع مسافري هذه الدول لإجراءات تفتيش إضافية قد أثار انتقادات دولية، واتهمت الولايات المتحدة بالتمييز.



وقال مسؤول أميركي إن «النظام الجديد سيكون مستنداً أكثر إلى أساس استخباريّ على عكس سياسة اللجوء إلى القوة. ومن بين الأسس التي يستند إليها: نظام الإجراءات الأمنية الجديدة في المطارات، إلى جانب جنسية المسافر والبلدان التي زارها قبل سفره إلى الولايات المتحدة أو يعتزم زيارتها بعد ذلك، وأوصافه الشخصية واسمه».



ورغم بقاء قائمتي المراقبة ومنع السفر جواً الأميركيتين قيد الاستخدام، فإن الإجراءات الأمنية الجديدة تسمح بمنع أي مسافر غير مدرج على أي من هاتين القائمتين من السفر. وتؤدي المعلومات الخاصة به، التي يجري إدخالها إلى كمبيوتر المسافرين في المطارات، إلى إثارة علامة تحذير بشأنه من ركوب الطائرة المتجهة إلى الولايات المتحدة.



وتضمّنت الإجراءات الجديدة إخضاع المسافرين للتفتيش بأجهزة المسح الضوئي، التي أثارت انتقادات من منظمات حقوقية عالمية، رأت فيها انتهاكاً للخصوصية، إذ إنها تلتقط صوراً لجسم المسافر.