واشنطن ــ الأخبارخاص بالموقع - تعتزم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، نقل ملايين من القطع العسكرية من العراق إلى أفغانستان مع نهاية شهر آب المقبل، في عملية نقل معدات عسكرية هي الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، في خطوة تهدف إلى تعزيز قواتها، في الحرب التي تشنها على المقاومة الأفغانية.
وقال وكيل وزارة الدفاع الأميركية لشؤون الإمداد والتكنولوجيا والمشتريات آشتون كارتر، إن البنتاغون بصدد إرسال المئات من العربات المصفحة والشاحنات وطائرات الاستطلاع لأفغانستان للاستعداد لصيف حاسم من المعارك، مؤكداً أن النجاح في المهمة العسكرية هناك سيتوقف على القدرة على توفير السلاح وخدمات الدعم للقوات الأميركية هناك. وقال إن أهم عنصر في هذه التجهيزات هو العربات المقاومة للألغام والمضادة للكمائن.
وقال كارتر في ندوة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، عقدت يوم الجمعة، إنه تجري زيادة عدد طائرات الاستطلاع فوق أفغانستان بمقدار عشرين ضعفاً، كذلك ينشر نحو ألف مركبة مضادة للألغام والكمائن شهرياً، إلا أن المشكلة تكمن في تدبير أماكن تخزين لهذه المركبات. وهذه الطائرات بدون طيار مجهزة بكاميرات متقدمة وبالقدرة على بث الصور للقواعد العسكرية لرصد أي أنشطة على الأرض تهدد حياة القوات، بما في ذلك أي أعمال لزرع الألغام الأرضية. ولدى هذه الأجهزة القدرة على إعادة عرض الصور التي تظهر أيضاً من يقوم بزرع الألغام.
ويعكف البنتاغون على تزويد القوات الأميركية في أفغانستان بمجسات محمولة على الأكتاف لرصد المتفجرات، وبرادارات لديها القدرة على رصد ما تحت الأرض. وكل هذه التجهيزات ترمي إلى تقليص عدد الضحايا من الجنود بقدر الإمكان. كذلك يختبر البنتاغون عدداً من طائرات الهليكوبتر التي تعمل بدون طيار لحمل الإمدادات للاستغناء عن قوافل الإمداد البرية التي تتعرض غالباً لكمائن.
وكشف كارتر أيضاً، أنه سُحب حتى الآن 2.2 مليون قطعة حربية، من بين 3.5 ملايين قطعة في العراق، وأنه يتعين سحب 1.2 مليون قطعة بنهاية آب المقبل.
كذلك سيخفض البنتاغون في نهاية الشهر ذاته عدد القوات في العراق إلى نحو 50 ألفاً، وسيتعين تقرير أين ستُخزّن هذه التجهيزات أو تُشحن، مشيراً إلى أن القوات الأميركية، التي سيتعين إبقاؤها في العراق، ستتولى مهمات التدريب والاستشارة للقوات العراقية طبقاً للاتفاقية الأمنية الموقعة بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية في أواخر عام 2008.
وكان قائد الجيش الثالث الأميركي الجنرال ويليام وبستر، قد أبلغ الصحافيين في البنتاغون في اليوم نفسه من مقر قيادته في الكويت، بأن عملية النقل قد بدأت منذ شهر حزيران الماضي، وقد استُكمل نحو 35 في المئة منها.
وأوضح وبستر أن بعض تلك المعدات، التي سحبت من العراق قد أُعيد تأهيلها لاستخدامها في أفغانستان، وبعضها أُعيد إلى الولايات المتحدة لاستخدامها في أغراض التدريب. مشيراً إلى أن العملية تتضمن نقل 2.8 مليون قطعة عسكرية من العراق من بينها 88 ألف حاوية و 41 ألف عربة من مختلف الأنواع.