سقط عشرات القتلى والجرحى أمس في سلسلة من الاعتداءات في باكستان وقعت أولها في المنطقة القبلية (شمال غرب)، حيث قُتل ما يزيد على 38 شخصاً، فيما استهدفت خمسة انفجارات متتالية القنصلية الأميركية في بيشاور (شمال غرب) أوقعت 6 قتلى.ووقع الهجوم الأول في تيمارقاره كبرى مدن مقاطعة دير السفلى في ملقند، خلال تجمع في الهواء الطلق نظمه حزب أوامي الوطني، الحزب السياسي العلماني الذي يسيطر على الحكومة والبرلمان في الولاية الشمالية الغربية. وقال قائد الشرطة في تيمارقاره ممتاز زارين إنه «هجوم انتحاري، جاء رجل ماشياً وفجر عبوته»، فيما أشار مدير مستشفى قريب من موقع الانفجار وكيل أحمد «تلقينا 38 جثة وأكثر من مئة جريح».
بعد ساعات قليلة، سُمع دوي ثلاثة الى خمسة انفجارات في بيشاور أعقبها إطلاق نار.
وذكر ضابط في قوى الأمن «سمعت دوي ثلاثة انفجارات». وأضاف «في هذا الحي مقر للشرطة والقنصلية الأميركية ومبان عسكرية ومنشآت حساسة».
وقد أكدت المتحدثة باسم السفارة الأميركية في إسلام آباد آرييل هاورد استهداف القنصلية الاميركية. وقالت «يمكننا أن نؤكد أن هجوماً استهدف منشآت قنصلية الولايات المتحدة في بيشاور»، من دون أن يكون في وسعها أن توضح ما اذا كانت القنصلية أُصيبت، أو أن تعطي حصيلة بوقوع ضحايا. من جهته، أكد المسؤول في الشرطة غلام حسين ما أعلنته المتحدثة باسم السفارة الأميركية، وقال إن الهجوم شنه 10 الى 15 «متمرداً اسلامياً» أتوا على متن شاحنتين، مشيراً إلى أن هدفهم كان القنصلية الاميركية. وأضاف أن انتحارياً فجر عبوته الناسفة في نقطة تفتيش على مدخل القنصلية قبل أن يطلق رجال الأمن الباكستانيون النار. إلا أن المهاجمين لم يتمكنوا من الدخول، وفقاً للشرطة التي أكدت مقتل أربعة منهم، إضافة الى رجل أمن وشخص آخر لم تحدد هويته.
وتبنى المتحدث باسم حركة «طالبان» باكستان، عزام طارق، الهجوم. وقال «نعلن مسؤوليتنا عن الهجوم على القنصلية الأميركية في رد على غارات الطائرات من دون طيار».
في هذه الأثناء، كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أصدر تعليمات سرية في كانون الأول الماضي لتعزيز الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تخفيف حدة التوتر في العلاقات الباكستانية الهندية، مشيراً الى أن عدم تحقيق ذلك سيقوّض جهود واشنطن الهادفة إلى كسب تعاون إسلام آباد في أفغانستان.
(أ ف ب، يو بي آي)