خاص بالموقع - رأى البيت الأبيض أن اتهامات الرئيس الأفغاني حميد قرضاي للغربيين، بتدبير تزوير انتخابي في بلاده، غير صحيحة، في خضمّ توتر آيل الى التصاعد بين واشنطن والرئيس الأفغاني الذي حذّر من تحول التمرد الى مقاومة.وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبيرت غيبس إن تصريحات قرضاي التي اتهم فيها على نحو خاص الأمم المتحدة والولايات المتحدة بالتدخل في الانتخابات، لا تقوم على أي معطى واقعي.
لكن المتحدث أفاد بأن الاجتماع المرتقب لقرضاي مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في أيار المقبل ما زال في موعده.
وأشار أيضاً إلى أنه لا يتوقّع أن تؤثر تصريحات قرضاي على الطلب الخاص بتمويل الحرب في أفغانستان الذي قدّمته الإدارة الأميركيّة للكونغرس.
وكان قرضاي قد هاجم داعميه الغربيين للمرة الثانية في أسبوع، متهماً الولايات المتحدة بالتدخل في شؤون بلاده، على ما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» أول من أمس. وحذر في أثناء لقاء خاص مع حوالى 70 نائباً أفغانياً يوم السبت من أن تمرد «طالبان» قد يتحول إلى حركة مقاومة مشروعة إذا استمر الأجانب بالتدخل في الشؤون الأفغانية، على ما نقلت الصحيفة عن مشاركين في الاجتماع.
وقال قرضاي إنه قد يضطر إلى الانضمام بنفسه الى التمرد إن لم يلق دعم البرلمان في سعيه الى السيطرة على هيئة مراقبة العملية الانتخابية. وتتلقى حكومة قرضاي دعماً غربياً مالياً بمليارات الدولارات وعسكرياً بحوالى 621 ألف جندي أجنبي يقاتلون «طالبان».
واتهم قرضاي الغربيين بالوقوف وراء عمليات التزوير في الانتخابات الرئاسية والمحلية الأخيرة. وقال خمسة نواب حضروا الاجتماع للصحيفة إن قرضاي أمضى الحيز الأكبر من اللقاء في انتقاد النواب الذين يرفضون مساعيه للسيطرة على لجنة الطعون الانتخابية التي تتولاها الأمم المتحدة.
وقال أحدهم «قال (قرضاي) إن السبب الوحيد الذي يؤدي الى مواصلة «طالبان» وغيرهم من المتمردين حربهم مع الحكومة الأفغانية هو أنهم يرون أن للغربيين الكلمة الأخيرة دائماً وفي كل مجال». وأكد النواب الخمسة أن قرضاي صرح أمام النواب بأن تمرد «طالبان» سيتحول الى مقاومة إذا واصلت الولايات المتحدة وحلفاؤها الإملاء على الحكومة ما عليها فعله.
من جهة ثانية، وعد الرئيس الأفغاني زعماء القبائل في قندهار باستشارتهم قبل أي هجوم لقوات حلف شمالي الأطلسي على هذه المنطقة التي تعدّ مهد حركة «طالبان» في جنوب أفغانستان.
وقال أمام 1500 من زعماء القبائل المجتمعين في قندهار «خلال الأيام الأخيرة تحدث الأجانب (القوات الأميركية وقوات الحلف الأطلسي) عن عملية في قندهار». وسألهم «هل تشعرون بالقلق؟» فأجابوا بصوت واحد «نعم نشعر بذلك».
وقال الرئيس الأفغاني «إذا كان ذلك يشعركم بالقلق، فلن تكون هناك أي عملية ما لم تكونوا راضين عن حدوثها»، مشيراً إلى أن زعماء القبائل «سيستشارون أولاً وستكون عملية لإحلال الأمن». وكان يرافق الرئيسَ الأفغاني قائد القوات الأميركية والدولية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال.
ميدانياً، قُتل جندي من قوات حلف شمالي الأطلسي وأربعة مدنيين أفغان جراء انفجار لغمين مصنوعين يدوياً في جنوب أفغانستان، كما أعلن حلف شمالي الأطلسي ووزارة الداخلية الأفغانية.
فيما أقرّت القوة الدولية التابعة للأطلسي «إيساف» بقتلها 3 نساء عن طريق الخطأ خلال عملية نفذتها في شباط الماضي في إقليم غارديز شرق أفغانستان، وقدمت اعتذارها واعدة بعدم تكرار أخطاء كهذه.
ميدانياً أيضاً، أحرق عناصر من «طالبان» في غرب باكستان ثماني شاحنات صهاريج فارغة عائدة من أفغانستان، تسلّم الوقود إلى قوات الأطلسي في زخا خيل في منطقة خيبر القبلية الحدودية حيث يشنّون بانتظام هجمات على هذه القوافل، على ما أفادت السلطات المحلية.

(أ ف ب، أ ب، يو بي آي، رويترز)