هدّد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، نظيره الأميركي باراك أوباما برد «مؤلم»، في معرض إدانته للسياسة النووية الأميركية الجديدة التي لم تستبعد استخدام السلاح الذري ضد طهران.ونصح الرئيس الإيراني الرئيس الأميركي بعدم انتهاج سياسة سلفه جورج بوش، قائلاً «لو انتهجتم سياسة الرئيس (السابق) جورج بوش فإنكم ستواجهون رداً حاسماً من الشعوب».
وتطرق نجاد، خلال كلمة في محافظة أذربيجان الغربية التي يزورها، إلى «الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني المنبوذ»، قائلاً «إن أي شخص يتقرب من هذا الكيان الغاصب أو يقدّم له الدعم سيبتعد عن الشعوب والعدالة والنزاهة».
وغداة إعلان الولايات المتحدة عدم استخدام السلاح النووي إلا في «الحالات القصوى»، بموجب العقيدة النووية الجديدة، قال نجاد معلقاً «آمل ألا تكون التصريحات التي نشرت صحيحة. فهو (أوباما) هدّد باستخدام الاسلحة النووية والكيميائية ضد الدول التي لا ترضخ للولايات المتحدة». وخاطب نظيره الأميركي، قائلاً «إنك أقل شأناً مما قلت، فقد عجز من هو أكثر منك تعنّتاً وغطرسة عن مواجهة الشعب الإيراني».
ودعا نجاد أوباما إلى التريّث لمعرفة تطوّرات الأمور ومتقلبات الأوضاع وتشخيص الصالح عن غيره، مؤكداً عليه عدم تكرار ما يمليه عليه الآخرون ويتفوّه به من دون أن يدرس الموضوع أو يفكّر بعواقبه. وأضاف «إن البعض يعربون لنا عن قلقهم للاوضاع الجارية في منطقة الشرق الأوسط، ونحن نقول لهم من الذي زعزع الأمن والاستقرار فيها، فالكيان الصهيوني أثار خلال 60 عاماً 5 حروب ثلاث منها على دول الجوار والرابعة ضد لبنان والخامسة ضد أهالي غزة الأبرياء».
من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الإيرانية، منوشهر متكي، أن اقتراح الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن تبادل الوقود النووي اللازم لمفاعل الأبحاث في طهران يمكن تطبيقه «في مهلة قصيرة إذا أبدوا (الدول الكبرى) رغبة سياسية». وقال، للصحافيين، إن «اقتراح تبادل الوقود لا يزال على الطاولة وبإمكاننا تنفيذه»، مضيفاً «أجرينا مباحثات مباشرة وغير مباشرة مع جميع الأطراف المعنيين في مجموعة فيينا وبحثنا الجوانب المختلفة لإطار معقول لتبادل» الوقود.
في هذه الأثناء، أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن الصين وافقت على أن تشارك في اجتماع لمجموعة 5+1 في نيويورك اليوم الخميس، يبحث خلاله موضوع فرض عقوبات على إيران.
وقال كوشنير، أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية، إن لديه «خبراً ساراً» يعلنه، موضحاً أنه «غداً في نيويورك يوافق الصينيون على الحديث ضمن مجموعة الست». وأضاف إن هذا «عامل إيجابي»، مؤكداً أنه «لا يستبق نتائج» هذا الاجتماع.
إلى ذلك، حذّر المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، علي خامنئي، من «مؤامرة خطيرة جداً» تهدف الى إزالة الهوية الإسلامية عن الأماكن الإسلامية في فلسطين.
وأضاف خامنئي، خلال استقباله جمعاً من المسؤولين، «إن من المناسب أن تقوم منظمة المؤتمر الإسلامي التي تأسست أصلاً لدعم فلسطين، بواجبها الأساسي في الدفاع عن فلسطين وتعبئة العالم الإسلامي لمواجهة تحرکات الصهاينة الخبيثة»، مشدداً على «أن العالم الإسلامي قادر على تحقيق مطالبه العادلة حتى من دون استخدام هذه الإمكانيات وبالاستفادة فقط من المنطق والكلمة السياسية في العالم وإرادة الحكومات والشعوب نفسها التي لديها ثقل كبير في التطورات الدولية».
(أ ف ب، يو بي آي، إرنا، فارس)