بول الأشقرخاص بالموقع - اشتدت الرياح وتضاعفت الأمطار وفاضت الأنهر في مدينة ريو دي جانيرو، وفي الولاية التي تحمل الاسم نفسه. منذ الاثنين الماضي، وخلال 24 ساعة، هبط على المدينة 275 ملم من الأمطار، بمعدل أكثر من ضعف ما يهبط تاريخياً في هذه الفترة. وخلال ساعات قليلة تحولت «المدينة الرائعة» بالجبال المحيطة بها وبالأنهر والبحيرات التي تزينها إلى عالم من الفوضى والدمار والذعر، بعدما تخطت معدلات الأمطار التي هطلت الرقم القياسي العائد إلى عام 1966. وتعطل النقل في نقاط عديدة من المدينة، وخصوصاً في الشمال بعدما فاض نهر ماراكانا وكذلك في الجنوب بعدما فاضت البحيرة. وتعطل العمل في المطار الداخلي، فيما استمرت الحركة في المطار الدولي.
واستمرار الأمطار ـــــ الذي قد يتواصل حتى نهار الأحد القادم ـــــ أدى إلى غمر أكثر من 60 منطقة في المدينة بالمياه، ما حوّل عمليات التنقل إلى كابوس حقيقي عرف ذروته اليوم. ودفعت التطورات عمدة المدينة إلى الطلب من المقيمين اختصار تنقلاتهم. ووسيلة النقل التي عانت أقل من غيرها كانت المترو، لكن تحوّل أكثرية الناس إليها، جعلها مصدر خطر بسبب الازدحام.
وكما يحصل في الحالات المشابهة، سقط عدد من الضحايا، ارتفع عددهم إلى 103 اليوم، نتيجة انهيارات في التربة وخصوصاً في الأحياء الفقيرة المبنية على منحدرات التلال المحيطة بأكثرية مدن أميركا الجنوبية. وصنفت مدينة نيتيروي الواقعة في ولاية ري ودي جانيرو أنها الأكثر تضرراً، إذ سجلت أكبر عدد من الضحايا.
وكالعادة، الفقراء هم الذين يدفعون الضريبة الأقسى في هذه الكوارث حيث تتكون أحياء «الفافيلا» في أية بقعة فارغة على هذه التلال التي يعريها المقيمون من الأشجار لإشادة أكواخهم، مضاعفين بذلك خطر الانهيارات. ولا تصل الدولة إلى القسم الأكبر من هذه الأحياء التي تسيطر عليها مافيات المخدرات والإجرام، ما يحول دون تأمين أعمال البنى التحتية الضرورية ولا حتى تدابير الوقاية البديهية التي قد تسمح بتجيير المياه في قنوات وفي تقليص الأضرار.