بول الأشقرخاص بالموقع - بعد مرور أسبوع على إجراء انتخابات الحاكميات والبلديات في بوليفيا، ما زالت الشكوك والاعتراضات والطعون الآتية من الموالاة والمعارضة على حد سواء، تحوم حول بعض النتائج المنتظر إعلانها رسمياً بعد أسبوعين، فيما كانت اللجان الدولية التابعة لمنظمة الدول الأميركية أو الأمم المتحدة قد صدقت باكراً على حسن إجرائها.
وفي ما يخص انتخابات المحافظات التسع، سيطرت «الحركة باتجاه الاشتراكية ـــــ ماس»، الموالية للرئيس إيفو موراليس على ست حاكميات، ومنها على الأرجح محافظة باندو، ما يُعَدّ خرقاً في المناطق الشرقية. أما المعارضة فاحتفظت بثلاث حاكميات، أبرزها محافظة سانتا كروز، وجميعها في المناطق الشرقية.
وتدل هذه النتائج على أن حزب «ماس»، الذي ضاعف عدد حاكمياته مقارنة بنتائج الانتخابات لعام 2005، تحول إلى أكبر حزب سياسي في تاريخ بوليفيا، وهو الوحيد الذي ترشح على جميع المقاعد في كل أنحاء البلد، فيما بدت المعارضة مفتتة بين عدة أطياف سياسية ومناطقية في كل واحدة من المحافظات التي نجحت في الحفاظ عليها.
أما الانتخابات البلدية، فأوضحت أن حزب «ماس» الذي حصد عدداً كبيراً جداً من البلديات الصغيرة ما زالت قاعدته الأساسية ريفية، إذ لم ينجح إلا في بلديتين في عواصم تلك المحافظات التسع، إضافة إلى مدينة ألتو في محافظة لاباز. أما مدينة لاباز، فكانت من نصيب حليف يساري سابق لـ«ماس» (الحركة ضد الخوف)، وقد انهار تحالفهما قبل أشهر لأسباب لا تزال مبهمة حتى اللحظة. وهذا الحزب الشعبي، وخصوصاً في المدن المصنفة يسارية، نجح في حرمان «ماس» انتصاراً كانت تدل استطلاعات الرأي على أنه سيكون كاسحاً.
بعد إقرار الدستور الجديد، وبعد إعادة انتخاب إيفو موراليس بـ64 في المئة من الأصوات، وحصوله على ثلثي مقاعد الكونغرس، وبعد تفتت المعارضة بين زعماء تركوا البلد وزعماء معتقلين لتورطهم في نشاطات إرهابية وآخرين التحقوا بإيفو موراليس، كانت التوقعات بتحقيق نتائج أفضل في المناطق الشرقية وفي المدن أكبر.
ويدل ما حصل على أن شعبية إيفو موراليس، الذي تورط دون ملل في أدق تفاصيل مرشحي حزبه، لا تنافس وطنياً، غير أنها غير قابلة لأن تنتقل آلياً خارج المناطق الريفية في بلد مسيّس مثل بوليفيا.