strong>بولندا حزينة. سقطت الدولة في تحطم طائرة أول من أمس، لتعلو أصوات الدعوات إلى الوحدة على ألسنة من بقي من السياسيين
خيّم حزن عميق على بولندا أمس، بعد مقتل رئيسها ليخ كاتشينسكي والعديد من أفراد النخبة الحاكمة في البلاد في حادث تحطم طائرة «التوبوليف» العتيقة التي كانوا يستقلونها، وسط ضباب كثيف قرب سمولينسك في غرب روسيا أول من أمس، ما أدى إلى مقتل 96 شخصاً، هم كل من كانوا على متنها. وكان كاتشينسكي في طريقه إلى إحياء الذكرى السنوية السبعين لمذبحة الضباط البولنديين على أيدي القوات السوفياتية. حتى إن البولنديين تحدثوا عن المفارقة في تحطم طائرة قرب موقع قتلت فيه الشرطة السرية خلال حقبة جوزف ستالين نحو 22 ألف جندي ومفكر بولندي في عام 1940.
واحتشد عشرات الآلاف من المشيعين وسط وارسو طوال الليل وحتى صباح أمس، وحولوا الطريق الواقع أمام قصر الرئيس إلى بحر من الزهور والشموع. وغنى العديد من أبناء هذا البلد الكاثوليكي ترانيم، وصلّوا من أجل رئيسهم. كذلك ظلت أبواب الكنائس مفتوحة أمام المصلين.
ومن بين الضحايا الذين كانوا على متن الطائرة، قائد الجيش البولندي وقائد سلاح البحرية ومحافظ البنك المركزي ونواب من المعارضة، إضافة إلى زوجة الرئيس ماريا. ووجه رئيس مجلس النواب برونيسلاف كوموروفسكي، القائم بعمل الرئيس حالياً، كلمة إلى الأمة قال فيها: «أمتنا متحدة اليوم في مواجهة هذه المأساة. لا انقسام إلى يسار أو يمين والخلافات في وجهات النظر غير مهمة». وأعلن الحداد لمدة أسبوع.
وفي ما يتعلق بالانتخابات، قال كوموروفسكي إنه «سيحدد موعداً لإجراء انتخابات رئاسية كانت مقررة في تشرين الأول المقبل بعد إجراء محادثات مع الأحزاب السياسية في بولندا».
من جهته، توجه رئيس الوزراء، دونالد تاسك، إلى موقع تحطم الطائرة في وقت متأخر أول من أمس، حيث قابل رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ووضعا أكاليل الزهر معاً. ووصف تحطم الطائرة بأنه «أكثر الأحداث مأسوية في تاريخ بولندا بعد الحرب».
كذلك انتقل زعيم حزب المعارضة الرئيسي «القانون والعدالة» ياروسلاف كاتشينسكي، شقيق ليخ التوأم، إلى موقع التحطم للمساعدة في تحديد هوية الجثث. وفي أسباب الحادث، نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن نائب رئيس الأركان العامة لسلاح الجو الروسي ألكسندر اليوشين قوله إن الطيار الذي كان يقود الطائرة تجاهل عدة أوامر بعدم الهبوط.
وقالت وكالات الأنباء الروسية، نقلاً عن وزارة النقل، إن خبراء روس وبولنديين بدأوا دراسة الصندوقين الأسودين لطائرة الرئيس، الذي نقل جثمانه إلى وارسو أمس.
في هذا الوقت، عبّر زعماء العالم عن شعورهم بالصدمة والحزن. وقال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين للشعب البولندي: «هذه مأساة بالنسبة إلينا أيضاً. نشعر بحزنكم»، فيما قدم الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف تعازيه في خطاب تلفزيوني غير مسبوق، وأعلن 12 نيسان يوماً للحداد على الحادث. ووصف الرئيس الأميركي باراك أوباما الحادث بالـ«مفجع لبولندا والولايات المتحدة والعالم».
من جهته، أعلن الاتحاد الأوروبي الحداد في بروكسل اليوم، وحيّا كاتشينسكي رغم أنه عرقل الاتفاق بشأن معاهدة لشبونة.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)