طرق الرئيس البولندي الراحل أبواب الشهرة صغيراً، إذ عُرف نجماً سينمائيّاً في بداية المراهقة، ثم حوّل الطريق وصولاً إلى قمة المراتب الأكاديمية والسياسية؛ دربٌ سلكه مع شقيقه التوأم
شهيرة سلوم
ليخ ألكسندر كاتشينسكي (51 عاماً)، رئيس بولندا منذ عام 2005، ومؤسس حزب القانون والعدالة اليميني المحافظ «براوو آي سبراويدليويسك». كان أميناً عاماً للحزب ما بين عامي 2001 و 2003. وهو الشقيق التوأم لرئيس الحكومة السابق جاروسلو كاتشينسكي، الذي يتولى حالياً رئاسة الحزب.
في صغره، كان نجماً سينمائياً، مثّل مع شقيقه عام 1962 في الفيلم البولندي «الاثنان اللذان سرقا القمر». تابع تحصيله العلمي في القانون والإدارة وتخرّج من جامعة وارسو، وحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة «غدانسك». عمل بعدها بروفسوراً في جامعتي «غدانسك» و«غاردينال ستيفان ويزينسكي» في وارسو.
عمل مستشاراً لرئيس منظمة التضامن، التي اعتُرف بها في أواخر الثمانينيات، ليش فاليسا. انتخب سيناتوراً في 1989، وعضواً غير حزبي في الانتخابات البرلمانية 1991. بعدها عمل أيضاً مستشاراً لفاليسا بعدما انتُخب رئيساً (1991)، فعيّنه الأخير وزيراً للأمن، لكنه عاد وأبعده على خلفية نزاع مع حكومة جان أولسوويسكي.
تولّى بعدها رئاسة الغرفة العليا للتحكّم، وهي أعلى مؤسسة لتدقيق الحسابات ومن أقدم المؤسسات، ما بين عامي 1992 و1995، ثم وزارة العدل خلال حكومة جيرزي بازيك ابتداءً من حزيران 2000 حتى طُرد من الحكومة في تموز 2001، وخلال هذه الفترة ارتفعت شعبيته بسبب مواقفه المندّدة بالفساد. أسس على الأثر حزب العدالة والقانون.
وفي 2002، انتُخب عمدة وارسو بغالبية كبيرة. بدأ ولايته معلناً الحرب على الفساد. وحظر حركة الاستعراضات المثلية في 2004 و 2005، بحجة أن المنظمين لم يملكوا الوثائق اللازمة لتنظيم مثل هذه الاحتفالات، وعزا ذلك أيضاً لأسباب أمنية، لكنه أشار إلى أن الاحتفالات المثلية «تروّج لطريقة عيش مثلية وتؤثّر في الأخلاق العامة».

رفض معاهدة لشبونة ووقّع الدرع الصاروخية الأميركية
عُدّ تصرّفه غير دستوري، وتعرّض للانتقادات من جانب محافظة مازوويتشي، أكبر المحافظات من حيث المساحة والكثافة السكانية وأكبر مدنها وارسو. ثم سمح في 2005 بإقامة استعراضات «للغيريّين». وفي 2007، وجدت اللجنة الأوروبية لحقوق الإنسان أن بولندا برئاسة ليخ انتهكت حرية التجمع. خلال فترة حكمه، عزّز أجندة اليمين المحافظ وعارض التسرع في التوجه نحو اقتصاديات السوق الحرّة، وأيد الحفاظ على برامج الرعاية الاجتماعية، وتعزيز الأمن الاقتصادي ومحاربة الفساد. ووعد بإلغاء الفوارق بين الأديان، وكان أول رئيس بولندي يزور كنيساً يهودياً.
وُضعت بولندا في عهده تحت الأضواء الأوروبية والدولية على خلفية مشروعين: معاهدة لشبونة والدرع الصاروخية الأميركية. لعلّ أهم ما ميّز كاتشينسكي معارضته الشديدة لمعاهدة لشبونة، رغم أنه عاد ووقّعها في نهاية المطاف (في تشرين الثاني 2009) بعد أخذ ورد مع شركائه السياسيين في داخل بولندا وفي الاتحاد الأوروبي. وعمل خلال رئاسته على تعزيز علاقته بالولايات المتحدة والجوار الأوروبي، إضافةً إلى نسج علاقات استراتيجية مع أوكرانيا ودول البلطيق وجورجيا.
وقّعت بولندا مع واشنطن (في آب 2008) اتفاقاً لنشر وتشغيل عشرة مواقع صواريخ اعتراضية على أراضيها بحلول عام 2012، وهو ما دفع موسكو إلى تحذيرها.
لليخ وزوجته، ماريا كاشنسكا، التي قضت برفقته، ابنة وحيدة تدعى مارتا (30 عاماً).