بول الأشقرتوقّع الولايات المتحدة والبرازيل اليوم اتفاقاً في مجال الدفاع غايته مأسسة مختلف أشكال التعاون القائمة حالياً وتطويرها.
وسيوفّر الاتفاق، الذي سيوقّعه وزيرا الدفاع الأميركي روبرت غيتس والبرازيلي نلسون جوبيم، الغطاء القانوني للتعاون القائم حالياً، وسيحلّ مكان المعاهدة التي وضعت عام 1952 والتي جمّدتها البرازيل أحادياً عام 1977 بعد الانتقادات التي وجهتها حكومة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر للنظام العسكري البرازيلي في مجال حقوق الإنسان.
ويتألف الاتفاق من وثيقة من ثلاث صفحات، وستنتظم فيه أربع وثائق سارية المفعول حالياً، لن تعدل نتيجة إقراره. ويتوقع أن يعطي النص دفعاً للمبادرات التجارية المتعلقة بمجالات الدفاع، مثل البرامج والمشاريع التكنولوجية، وأن يكون أساساً لتبادل على مستوى أكاديمي بين طلاب البلدين ومعلميهما ومدرّبيهما.
وفي محاولة لتطبيع الاتفاق، أصدرت قبل أيام وزارة الخارجية البرازيلية بياناً تؤكد فيه أنّ الاتفاق يتبع نموذج ثمانية وعشرين اتفاقاً آخر وقعتها البرازيل مع عدد كبير من الدول. وقال البيان إنّ الاتفاق يعالج مسألة التعاون في الشؤون الدفاعية «من وجهة مبدئية ومتوازنة».
وأصرّت وزارة الخارجية على التأكيد أنّ الوثيقة الموجودة في الاتفاق تتضمن بنداً ينص على «السيادة المتساوية بين الدول وحرمة أراضيها وعدم التدخل في شؤون الآخرين»، كما نصّ أحد قرارات آخر قمة، «أوناسور»، نهاية السنة الماضية. وأوضحت الوزارة أنّ البرازيل أبلغت دول «مجموعة دول أميركا الجنوبية الإقليمية» مجريات المفاوضات وماهية الاتفاق.
وبعدما سرت أخبار في الصحافة البرازيلية والأرجنتينية عن إمكان استعمال الولايات المتحدة لقاعدة بحرية في مدينة ريو دي جانيرو، التي تؤلّف مع العاصمة البرتغالية لشبونة ومنطقة كي ويست في فلوريدا طرف المثلث الإجرائي لمكافحة تهريب المخدرات، نفى مستشار الرئيس البرازيلي للشؤون الخارجية ماركو أوريليو غارسيا هذه المعلومات. وقال إنّها «ليست صحيحة. لا إمكان لإنشاء قاعدة عسكرية أميركية في البرازيل، بل هناك برنامج تعاون لمكافحة المخدرات، ولكن من دون أي إمكان لوجود قاعدة عسكرية». وأضاف «نحن لا نمارس الخطاب المزدوج»، في إشارة إلى موقف البرازيل المندّد بإنشاء سبع قواعد عسكرية أميركية في كولومبيا.
وكانت هذه المسألة مصدر توتر بين الولايات المتحدة وكولومبيا من جهة وباقي دول أميركا الجنوبية، وهي وراء التدهور المستمر في العلاقات بين كولومبيا وفنزويلا. ويأتي توقيع الاتفاق بعد أيام قليلة من صفقة أسلحة بين فنزويلا وروسيا بقيمة خمسة مليارات من الدولارات.