مدفيديف يحذّر من «حرب نوويّة» وتل أبيب تضغط لعقوبات قبل آخر الشهر وطهران تناور في بحر عُمانرغم الحديث عن ضربة أميركية إسرائيلية محتملة لإيران، يبدو أن المعركة بين الجانبين المتخاصمين قائمة بالفعل من خلال سباق التسلّح الحاصل، الذي يُعَدّ حرباً نفسية قد تكون أشد أنواع الحروب
أعلنت موسكو أمس أنها على علم بوجود خطط لدى واشنطن وتل أبيب لتوجيه ضربة إلى إيران تكون «ملاذاً أخيراً» في خطوة أكدت أنها تعارضها، في وقت أكد فيه قائد سلاح المشاة الإيراني، أحمد رضا برودستان، أن طهران أحرزت «تقدماً جيداً» في مجال صناعة الطائرات من دون طيار.
وحذر الرئيس الروسي، ديمتري مدفيديف، من أن توجيه إسرائيل ضربة عسكرية إلى إيران سيمثّل «أسوأ سيناريو ممكن». وقال، في مقابلة مع شبكة «أي بي سي» الأميركية، إنه «إذا وقع نزاع من هذا النوع ووُجّهت ضربة، يمكن توقع كل شيء، بما في ذلك استخدام أسلحة نووية»، مشدداً على أن «الهجمات النووية في الشرق الأوسط تعني كارثة نووية عالمية. والكثير من القتلى». وكان رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلّحة الروسية، الجنرال نيقولاي ماكاروف، قد ذكر في مؤتمر صحافي، أن الهيئة على علم بوجود خطط لدى الولايات المتحدة وإسرائيل لتوجيه ضربة بالقنابل إلى إيران بمثابة «ملاذ أخير»، مشيراً إلى أن الهيئة نفسها ترى أن ذلك «غير جائز».
وقال مكاروف إن القرار بخصوص توريد منظومة الدفاع الجوي الصاروخية «أس ـــــ 300» إلى إيران يجب أن تتخذه القيادة السياسية، «بينما ننفذ نحن العسكريين الأوامر الصادرة عنها».
وفي السياق، أعلن رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، تساحي هانغبي، أن مسؤولين روساً أكدوا له خلال زيارته روسيا الأسبوع الماضي على رأس وفد من أعضاء لجنة الخارجية والأمن، تجميد صفقة بيع إيران صواريخ «أس ـــــ 300» المضادة للطائرات.
في المقابل، قال رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإسلامي، علاء الدين بروجردي، إنه إذا ما تخلفت روسيا عن الوفاء بالتزاماتها الرامية إلى تزويد إيران بمنظومة صواريخ «أس 300»، فإننا سنقوم من دون شك بتصنيع هذه المنظومة.
في هذه الأثناء، أكد قائد سلاح المشاة الإيراني، أحمد رضا بوردستان، أن طهران أحرزت «تقدماً جيداً» في مجال صناعة الطائرات من دون طيار القادرة على القيام بعمليات مراقبة وهجوم، إضافة إلى مروحيات قادرة على التحليق من دون طيار وأجهزة رادار للدفاع الجوي.
وقال الجنرال بوردستان، في مؤتمر صحافي عقده لمناسبة أسبوع الجيش: «إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تدخل في حرب مباشرة مع الأعداء، بل ستواصل دفاعها عن الوطن من خلال استهداف كل مصالح البلد المعتدي والدولة التي تدعم المعتدين».
وكشف الجنرال الإيراني عن مناورات واسعة جداً أُجريت في 21 آذار الماضي، جنوب البلاد بمشاركة خمس فرق و7 ألوية، وأعلن إجراء مناورات بحرية خلال الشهر المقبل في بحر عُمان.

طهران تلوّح بإنتاج منظومة «أس 300» إذا رفض الروس بيعها لها

من جهة أخرى، أعلنت الرئاسة الإسرائيلية في القدس المحتلة، أن البرنامج النووي الإيراني سيكون مدار محادثات الرئيس شمعون بيريز، مع المسؤولين الفرنسين في باريس التي سيتوجه إليها اليوم الثلاثاء، في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام.
وكان الرئيس الإسرائيلي، ورئيس وزرائه بنيامين نتنياهو، قد هاجما إيران، في خطابين ألقياهما أول من أمس، خلال مراسم أقيمت في متحف «يد فَاشيم» في القدس المحتلة لإحياء ذكرى «المحرقة». وقال بيريز إنه «للوصول إلى سماء صافية في الشرق الأوسط يجب، أولاً قبل كل شيء، تفكيك تهديدات الإبادة. فوجود سلاح إبادة جماعية بأيد قادرة على ذلك وبأصوات تشجع على إبادة كهذه هو الثنائي الأخطر على السلم العالمي، ما يحول العالم إلى مكان لا يمكن السيطرة عليه». وأضاف أن «آذان الأمم المتحدة يجب أن تكون صاغية إلى تهديدات الإبادة الصادرة عن دولة واحدة هي عضو في الأمم المتحدة ضد دولة أخرى عضو فيها، وإلا فإنه سيُسحب الأساس لميثاق الأمم المتحدة».
وتابع بيريز قائلاً إن «الدول العربية تعي أن التحريض المعادي لإسرائيل من جانب (الرئيس الإيراني محمود) أحمدي نجاد ينوي صرف الأنظار عن هدفه الحقيقي، وهو بسط هيمنة إيرانية على المنطقة كلها».
من جهته، قال نتنياهو إنه «أمام التصريحات المتكررة بمحو دولة اليهود (لنجاد) لا يجري سماع الاحتجاج الحازم المطلوب ولا التنديد الشديد ولا صرخة، والعالم يسير كالمعتاد».
وأضاف أن «العالم يتقبل تصريحات الإبادة الصادرة عن إيران تجاه إسرائيل، ولا نرى حتى الآن الإصرار الدولي المطلوب لوقف التسلح، وأنا أدعو من هنا الأمم المتنورة إلى أن تنهض وتندد بقوة بنيات الإبادة لدى إيران والعمل بحزم حقيقي لوقف التسلح بسلاح نووي». وشدد على أن «لا صبر من دون حدود، ويجب رسم حدود الصبر، وهذا هو السؤال الذي يتعين على جميع الدول المتنورة أن تسأله».
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «إسرائيل اليوم» أن تل أبيب مارست خلال الأسبوعين الماضيين ضغوطاً مكثفة على واشنطن لدفعها إلى العمل على إقرار حزمة العقوبات بحق إيران قبل نهاية شهر نيسان الجاري. وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين إسرائيليين نقلوا رسالة إلى الأميركيين في لقاءات أجروها معهم تفيد بأن فاعلية التهديد بالعقوبات على إيران مرتبط بوتيرة تقدم برنامجها النووي، وتالياً فإن عدم الإسراع في فرضها قد يجعلها أمراً متأخراً جداً.
وفي السياق، أعلنت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أن «الوقت يدهمنا» بشأن اتخاذ قرار بفرض عقوبات جديدة على إيران «محتملة قريباً جداً».
كذلك، أفاد مسؤول حكومي ألماني، بأن شهر «نيسان سيكون مرحلة حاسمة في جهود التوصل إلى اتفاق في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن عقوبات جديدة على إيران».
إلى ذلك، خاطب الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، نظيره الأميركي باراك أوباما، بأن عهده «قد ولّى». وقال إن «هناك أفراداً حمقى ومتخلفين يحكمون في عدد من بلدان العالم ويطلقون التهديدات»، مقترحاً إقامة مهرجان «ثقافة الشعوب في طهران»، رداً على التهديدات النووية الأخيرة لأوباما.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز،
يو بي آي، مهر)