Strong>ساركوزي يحذّر طهران من نفاد الصبر... وتركيا تتعاون مع البرازيل لمنع العقوباتيبدو أن اللقاء الذي عُقد بين الرئيسين الصيني هو جينتاو والأميركي باراك أوباما على هامش قمة الأمن النووي في واشنطن، لم يحقق أهداف الإدارة الأميركية في موافقة التنين الآسيوي على فرض عقوبات على إيران. تبددت آمال البيت الأبيض مرة أخرى

واشنطن ــ محمد سعيد
نيويورك ــ نزار عبود
استغل الرئيس الأميركي، باراك أوباما، مشاركة الرئيس الصيني هو جينتاو، في قمة الأمن النووي من أجل نيل موافقة بكين، بوصفها عضواً دائماً في مجلس الأمن، على التعاون لتشديد العقوبات الدولية على إيران، فيما لوّح وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، لطهران بأن سلاح الجو هو الركن الأساسي لقدرة إسرائيل العسكرية أمام جميع التهديدات القريبة منها والبعيدة.
وقال مسؤولون أميركيون، في أعقاب لقاء أوباما مع هو في وقت متأخر أول من أمس، إن «الصين مستعدة للعمل مع أميركا من خلال مجلس الأمن لفرض عقوبات على إيران، وإنهما توصلا إلى أُسس مشتركة في هذا الشأن».
وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن أوباما ابلغ هو أن فرض عقوبات جديدة من جانب الأمم المتحدة على إيران أمر عاجل.
وفي السياق، أعلن مدير إدارة آسيا في مجلس الأمن القومي الأميركي، جيف بادر، أن أغلب حديث الرئيسين الصيني والأميركي، دار حول البرنامج النووي الإيراني، مشيراً إلى أن الصينيين يشاطرون الولايات المتحدة قلقها العميق بشأن هذا البرنامج.
وقال المسؤول الأميركي إن أوباما وهو «اتفقا على ضرورة أن تفي إيران بالتزاماتها الدولية في ما يتعلق بحظر الانتشار النووي، وعلى إصدار تعليمات لمبعوثيهما لدى الأمم المتحدة للعمل مع مجموعة الست وممثلي مجلس الأمن من أجل صيغة قرار العقوبات على إيران»، موضحاً أن القرار المتوقع سيظهر لإيران الثمن الذي ستتكبده من مواصلة الانخراط في برنامج نووي ينتهك التزاماتها ومسؤولياتها.
كذلك توقع نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، بن رودس، التوصل إلى قرار العقوبات خلال هذا الربيع، أي في غضون أسابيع.
صالحي: العقوبات ستؤخر فقط مشروعاتنا ولن توقفها
لكن الجانب الصيني كانت له تصريحات مغايرة؛ فقد أعاد الرئيس الصيني تأكيد تمسك بلاده بالخيار الدبلوماسي، مقرّاً بأن بكين وواشنطن لهما هدف واحد نهائي مشترك في ما يتعلق بالمشكلة النووية الإيرانية، لكنهما ينتهجان سبلاً متباينة لتحقيق ذلك الهدف. وأضاف أن الصين تقف مستعدة للحفاظ على المشاورات والتعاون مع أميركا وباقي الأطراف من خلال آلية مجموعة «5+1»، وداخل الأمم المتحدة وعبر القنوات الآخرى.
وقال المتحدث باسم الوفد الصيني، ما جاوشو، إنه «في ما يتعلق بالمسألة الإيرانية فإن الصين ملتزمة بتبجيل النظام الدولي الخاص بمنع الانتشار النووي واحترامه، وفي الوقت نفسه تأمل أن يواصل الأطراف تصعيد الإجراءات الدبلوماسية، وأن يسعون بنشاط للعثور على سبل فعالة لحسم المسألة النووية الإيرانية من خلال الحوار والمفاوضات».
وفي طهران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست: «لا نعتقد أن هذه التصريحات (الصينية) تؤكد التصريحات الأميركية أو أنها تعني تعاون (الصين) معهم في أي إجراء ظالم (تجاه إيران)».
من جهته، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، في حديث نشر على موقع (سي بي أس نيوز)، أن «العقوبات، بالقطع ستؤثر علينا. لكنها ستؤخر فقط مشروعاتنا ولن توقفها. وحينها سيكون علينا أن نتوصل إلى أنظمة تصنيع خاصة بنا».
في هذه الأثناء، يحاول الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفيا بالتعاون مع رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، الوصول إلى صيغة تحول دون إقرار عقوبات على إيران في مجلس الأمن. وقال وزير الخارجية البرازيلي، سيليسو أموريم، على هامش قمة الأمن النووي: «إذا وصلنا إلى دورة تشنج متبادل حيث دولة تريد تطبيق عقوبات والأخرى تجيب بأنها لن تفعل شيئاً تحت الضغوط أو التهديدات، فندخل فوراً في دورة تصعيدية والنتيجة معروفة سلفاً وما تلمسناه من التجربة الحديثة كان مأسوياً. أما عندما يكون هناك أفق تفاوض كما حدث في حالات أخرى، فقد أمكن التوصل إلى حل. ونحن نرى أن الوقت لا يزال متاحاً لذلك».
في غضون ذلك، أكد الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، أن مسألة فرض عقوبات على إيران أصبحت مطروحة خلال الأسابيع المقبلة، مشدداً على أن «امتلاك طهران للسلاح النووي ولأغراض عسكرية هو أمر غير مقبول، وخصوصاً إذا ما أضفنا إليه تصريحات القادة الإيرانيين المتعددة المعادية لإسرائيل».
وذكر ساركوزي أن «الرئيس أوباما كان يرغب في مد يده إلى إيران، إلا أن الصبر له حدود وحان الوقت الذى يتعين فيه التصويت لمصلحة فرض عقوبات، ليس على الشعب الإيراني، بل على القادة الذين يديرون البلاد إلى مأزق».
وأضاف ساركوزي أنه لا يريد أن يستيقظ العالم على صراع بين إسرائيل وإيران، لأن المجتمع الدولي لن يكون وقتها قادراً على التصرف.
من جهته، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أن «سلاح الجو الإسرائيلي هو الركن الأساسي لقدراتنا العسكرية أمام جميع التهديدات القريبة منها والبعيدة»، في إشارة إلى إيران واحتمال مهاجمة منشآتها النووية.
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن باراك قوله، خلال مراسم لإحياء ذكرى المحرقة أقيمت في كيبوتس «يد مردخاي» أول من أمس، أن «تصاعد العنصرية هو وليد أجواء متسامحة تجاه الذين ينفون المحرقة، وعلى رأسهم رئيس إيران (محمود أحمدي نجاد) الذي يدعو إلى إبادة الشعب اليهودي». وأضاف أنه «يوجد لدى اليهود خيار هذه المرة، ولن نتردد في العمل ضد من يهدد الشعب اليهودي»، مشدداً على زعماء مثل نجاد «يفهمون لغة واحدة فقط، وهي القوة المدعومة بعظمة أخلاقية».