Strong>شدّد على صعوبة ملفّ التسوية... ونفى نيته فرض حلولمسلسل نووي من إخراج أميركي، أولى حلقاته عن عقيدة نووية، توبع بتوقيع اتفاقية «نيو ستارت»، واختتمت آخر حلقاته خلال اليومين الماضيين بقمة استهدفت «الإرهاب النووي» لكن تجلّت معها سياسة الكيل بمكيالين الأميركية بأبهى صورها: عزل إيران وتغطية إسرائيل

واشنطن ــ محمد سعيد
اختتمت قمة الأمن النووي التي استضافها الرئيس الأميركي باراك أوباما يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، بمؤتمر صحافي عقده أوباما وبيان ختامي وخطة عمل، أعلن فيه أن دول العالم تبنت رؤيته نحو عالم خال من الأسلحة النووية، محذراً إيران ومتجاهلاً إسرائيل.
وقال أوباما، في مؤتمر صحافي عقده فجر أول من أمس عقب اختتام القمة النووية، إن الدول المشاركة الـ47 قد تبنت دعوته وهدفه «البراغماتي» القاضي بإخلاء العالم من الأسلحة النووية، فيما تعهد الدفع نحو إقرار عقوبات قوية وفعالة على إيران. وأضاف أن «زعماء الدول المشاركة يتفقون على خطورة الإرهاب النووي ويقرّون دعوته التي أطلقها في براغ العام الماضي، مشيراً إلى أن بفضل الخطوات التي اتُّخذت وتُتّخذ حالياً، فإن الشعب الأميركي سيكون أكثر أمناً.
ورأى أوباما أن قمة واشنطن شهادة على الشراكة بين الدول، وهو الأسلوب الذي ستسعى إدارته إلى انتهاجه في حل المشاكل، مؤكداً أن منع تهريب المواد النووية وحمايتها يمثّلان عنصراً أساسياً في وقف هذه التهديدات.
وتطرق المُضيف الأميركي إلى الدور الصيني في فرض عقوبات إضافية على إيران، وقال إن بكين أرسلت ممثلين رسميين لها إلى نيويورك لبدء عملية صياغة قرار العقوبات، مشدّداً على أن العملية لا يمكن أن تستمر على هذا الوضع إلى أجل غير مسمى، وأنه يريد أن يرى الأمور تمضي بجرأة وسرعة لتوجيه رسالة إلى إيران لكي تعيد حساباتها بشأن برامجها النووية. وردّاً على منتقدي العقوبات، قال أوباما إن «العقوبات ليست عصا سحرية، وما يُؤمل أن تفعله هو تغيير حسابات إيران»، مستدركاً أن المفاوضات للوصول إلى هذه العقوبات ستكون صعبة، لكنه سيضغط من أجل الانتهاء منها في وقت قصير، رافضاً التكهن بالمدى الذي بلغته المفاوضات في هذه العقوبات.
في مقابل انتقاده لإيران التي لم تصبح بعد قوة نووية، رفض أوباما التعليق على البرنامج النووي الإسرائيلي، لكنه استدرك أن الولايات المتحدة تدعو جميع الدول إلى الانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي وأن تتمكن كل الدول من الوصول إلى الطاقة النووية السلمية.
وفي إشارة إلى بعض الأمثلة على التعهدات التي أطلقتها الدول خلال القمة، قال أوباما إن الأرجنتين وباكستان ستعززان من أمن الموانئ لوقف تهريب المواد النووية، وأن إيطاليا واليابان والهند والصين ستنشئ مراكز لنشر الأمن النووي، وأن الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا على التخلص من 68 طناً من البلوتونيوم المستخدم للأغراض العسكرية. ولم يغفل أوباما في مؤتمره الحديث عن السلام، فتعهد أن يظل ملتزماً كشريك نحو حل مشاكل الشرق الأوسط. وقال إن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين يظل مهماً مثلما كان دوماً، مقرّاً في الوقت نفسه بصعوبة تحقيقه نظراً لأن الطرفين تساورهما الشكوك في إمكان حسم خلافاتهما. وأضاف أنه «في بعض هذه الصراعات لا يمكن الولايات المتحدة أن تفرض حلولاً ما لم يكن لدى أطراف هذه الصراعات الرغبة في التحرر من الأنماط القديمة للعداء بينها». وقال إن التقدم لن يقاس خلال أيام أو أسابيع، لكنه سيستغرق وقتاً، وإن العملية ستتعطل وأحياناً «سنخطو خطوة إلى الأمام ثم نتراجع اثنتين إلى الخلف وسيكون هناك إحباطات». وأضاف: «إذا انتهجنا النهج الصحيح، فإننا سنتمكن مع الوقت من إحراز تقدم».
وصدر عن القمة بيان ختامي دعا دول العالم على العمل معاً لمنع سرقة المواد النووية أو بيعها للحؤول دون وصولها إلى جماعات إرهابية أو دول خارجة عن نطاق معاهدة حظر الانتشار النووي، داعياً إلى مزيد من التعاون مع الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية لتحقيق هذا الهدف.
وتضمن البيان 12 التزاماً ينبغي للدول مراعاتها، من بينها تعهد الدول المشاركة توفير المواد النووية الموجوة في حوزتها، والتزام خطة عمل تتضمن أفضل الممارسات لتحقيق هذا الهدف وتشجع الشركاء على الانضمام إلى الجهود الدولية لفرض قيود على تداول المواد النووية، والتعهد بمنع الكيانات من غير الدول من الحصول على معلومات عن التكنولوجيا النووية التي قد تستخدم في أغراض خبيثة، ووضع تشريعات وطنية قوية وأطر عمل تنظيمية للأمن النووي. وقال البيان إن الهدف من القمة هو «منع الإرهابيين من الحصول على البلوتونيوم أو اليورانيوم العالي التخصيب، وهما المادتان الأساسيتان للحصول على سلاح نووي».
كذلك صدر عن القمة خطة عمل توضح الخطوط العريضة والسبل العملية لتطبيق ما جرى التوصل إليه من توصيات وتفاهمات. وتشير الخطة إلى عدد من المعاهدات والاتفاقات الدولية التي وُقِّعت ولم تدخل حيز التنفيذ، إما لعدم اكتمال النصاب، وإما لعدم تصديق برلمانات العدد الكافي من الدول التي وقعته عليها.