لم يشهد العالم زحمة نووية كما هو حاصل اليوم، في ظل مؤتمر حول الأمن النووي في واشنطن يليه الأسبوع المقبل مؤتمر مماثل في طهران، فيما تقيم الأمم المتحدة أيضاً منتدى شبيهاً في نيويورك مطلع الشهر المقبل. وتبقى إيران حجر الرحى وسط هذا الازدحامأعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية، علي أكبر صالحي، أمس، أن طهران أنتجت خمسة كيلوغرامات من اليورانيوم المخصّب بنسبة 20 في المئة، فيما وجّهت شكوى إلى مجلس الأمن الدولي من التهديد النووي الأميركي لسلامتها، نافية ضلوعها في أي نشاط عسكري نووي.
وبعدما أعلنت إيران في التاسع من شباط أنها بدأت بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة للحصول على الوقود اللازم لتشغيل مفاعلها النووي للأبحاث الطبية في طهران، نقلت وكالة الانباء الايرانية الطلابية (اسنا) عن صالحي قوله «حتى الآن أنتجنا خمسة كيلوغرامات» من اليورانيوم المخصب. وأوضح أن مفاعل طهران بحاجة شهرياً الى «كيلوغرام ونصف من الوقود المخصب بنسبة 20 في المئة» لتشغيله.
وفي موازاة ذلك، أعلن رئيس وكالة استخبارات الدفاع الأميركية، الجنرال رونالد بيرغس، أن أجهزة الطرد المركزي التي جهزتها إيران تمكنها من إنتاج كمية من اليورانيوم العالي التخصيب تكفي لصنع قنبلة نووية واحدة خلال مدة لا تزيد على العام.
وقال بيرغس، أمام إحدى لجان مجلس الشيوخ، «ما يتفق عليه الجميع عموماً، برغم أننا ما زلنا لا نعلم بدقة عدد أجهزة الطرد المركزي التي يمكننا رصدها فعلياً، هو أننا نتحدث عن سنة».
وقال مساعدون لرئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، مايك مولن، إنه لا يزال على رأيه القائل بأن إيران سيكون لديها القدرة على انتاج سلاح نووي خلال فترة تتراوح ما بين عام وثلاثة أعوام.
وفي السياق، قالت رئيسة لجنة الأمن الداخلي الفرعية للاستخبارات في مجلس النواب الأميركي، جين هارمان، لوكالة «رويترز»، إن مراجعة تقييم الاستخبارات الوطنية الأميركية لإيران «اكتملت في الأساس»، فيما أفاد مسؤولون أميركيون بأن وضع اللمسات الاخيرة على هذا التقييم قد يستغرق أسابيع أو أشهراً.
وقبيل بدء اجتماع لمجموعة الست (ألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) حول رزمة العقوبات المقترحة ضد إيران في نيويورك، أعلن وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، وليام بيرنز، أن إصدار مجلس الأمن الدولي عقوبات قاسية على إيران، هو أمر «مرجح»، معرباً عن أمله أن يتم هذا الامر في غضون بضعة «أسابيع».
ورداً على سؤال خلال جلسة في مجلس الشيوخ عما إذا كان يعتقد أن بكين ستوافق على عقوبات دولية جديدة قال «نعم سيدي.. أعتقد ذلك».
ولكن بيرنز أضاف أنه سيكون «من الصعب كثيراً» إقناع الصين أو روسيا بعقوبات تقطع منتجات النفط المكرر عن إيران. وهو اقتراح يؤيّده كثير من أعضاء الكونغرس الأميركي.
من جهته، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، أن إيران وصلت الى طريق مسدود على ما يبدو في المحادثات مع روسيا والولايات المتحدة وفرنسا بشأن عرض للوقود النووي تدعمه الأمم المتحدة لمفاعل أبحاث في طهران.
من جهة ثانية، قدّم مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، محمد خزاعي، إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، مندوب اليابان، يكيو تاكاسو، شكوى مؤلفة من نسختين إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس الجمعية العامة علي عبد السلام التريكي.
وطلبت الرسالة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة عدم قبول أو تحمل مثل هذا الابتزاز النووي في القرن الواحد والعشرين، «وعليها اتخاذ عمل حاسم من أجل الإزالة التامة لكل الأسلحة النووية كضمان مطلق ضد الاستخدام أو التهديد باستخدام السلاح النووي».
في غضون ذلك، بعث الرئيس الايراني، محمود أحمدي نجاد، رسالة الى نظيره الاميركي باراك اوباما، ينتقد فيها سياسة واشنطن في مجال مكافحة الإرهاب، عارضاً عليه الاستفادة من التجربة الايرانية في هذا المجال.
وقال رئيس مكتب الرئاسة الايرانية، اسفنديار رحيم مشائي، لموقع التلفزيون الرسمي على الانترنت، إن هذه الرسالة «تطرح اسئلة» على أوباما وخاصة بشأن «موقف الحكومة الأميركية» بعد اعتداءات 11 أيلول 2001.
وكان الرئيس الإيراني قد رأى، خلال حديث مع التلفزيون الرسمي، أن «الضغوط الصهيونية» هي السبب في عدم إجراء الرئيس الأميركي التغيير الذي وعد به خلال حملته الانتخابية.
وأضاف نجاد «لو كان السيد اوباما يعمل بما وعد به من شعار التغيير ولم يواصل نهج الحكومات السابقة لكان يؤدي الى اقتداره، لكنه عجز عن تحقيق هذا الهدف، لأنه يقدم تنازلاً للصهاينة».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي، فارس)