بدبلوماسيتها المعهودة، طالبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إسرائيل بمزيد من الصدق لقيام دولة فلسطينية، ووقف الاستيطان، فيما اتهمت «حماس» بعرقلة عمل المنظمات الإنسانية
واشنطن ــ محمد سعيد
دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى إبداء مزيد من الصدق حيال مبدأ إعلان الدولة الفلسطينية، داعية في الوقت نفسه الدول العربية إلى القيام بتحرك أكبر لدفع عملية تسوية الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي.
وقالت كلينتون، في افتتاح مركز «دانييل إبراهام» للسلام في الشرق الأوسط، إن «الطريق ليس سهلاً، وعلى كل طرف، بما في ذلك إسرائيل، أن يقوم بخيارات صعبة ولكن ضرورية، وهذا أمر يتطلّب قيادة شجاعة».
وأشارت كلينتون إلى أن نتنياهو كان «موافقاً مبدئياً على حل الدولتين»، لكنها أشارت إلى أن «تسهيل الوصول والتنقل داخل الضفة الغربية رداً على تحسين الوضع الأمني الذي قام به الفلسطينيون ليس كافياً لإثبات أن هذه الموافقة صادقة للفلسطينيين». وأضافت «نشجّع إسرائيل على مواصلة إيجاد دفع نحو سلام شامل بإظهار احترام للطموحات الشرعية للفلسطينيين عبر وقف أنشطة الاستيطان».
السلطة الفلسطينية بحاجة إلى دعم المجتمع الدولي والعالم العربي لبناء المؤسسات
وتطرقت إلى قضية الجندي الإسرائيلي الأسير لدى «حماس» جلعاد شاليط، قائلة إنه «ينبغي على حماس أن تطلق فوراً سراحه، كما ينبغي على السلطة الفلسطينية أن تضاعف جهودها لوضع نهاية للتحريض والعنف، وأن تحمل على الفساد وتغرس ثقافة السلام والتسامح بين الفلسطينيين».
كذلك حثّت كلينتون الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحكومته على الدخول فوراً في مفاوضات مع إسرائيل. وقالت إن «ما من شك أنه من دون دعم المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول العربية، ومن دون مساندة مالية واسعة ومستمرة، فإن جهود السلطة الفلسطينية في بناء المؤسسات وحفز النمو ستفقد زخمها».
وأكدت كلينتون أن «هذا هو السبب في دعم الولايات المتحدة مسارين في المنطقة، مسار المفاوضات بهدف الوصول إلى حل الدولتين، ومسار بناء المؤسسات التي تضع الأسس الضرورية لدولة فلسطينية وضمانات توفر الأمن لإسرائيل». لكنها أشارت إلى أن بلادها «تعلم أنها لا يمكنها أن تفرض حلولاً».
وإلى «حماس»، قالت كلينتون إن الحركة الإسلامية «تعرقل المساعدات الدولية وعمل المنظمات الإنسانية وعدم الرغبة في التنمية أو بناء المؤسسات أو تحقيق السلام والتقدم، فضلاً عن مسؤوليتها عن البطالة التي بلغت 38 في المئة في القطاع».
وأضافت كلينتون أن «واشنطن، كصديق طيّب، تعتقد أنه من خلال المفاوضات الحسنة النية، سيتمكن الطرفان من الاتفاق على نتيجة تنهي الصراع وتحقق الوفاق بين قيام دولة فلسطينية على خطوط 1967 مع تبادل أراض يتفق عليها، وهدف إسرائيل في دولة يهودية ذات حدود آمنة ومعترف بها».
وأشارت كلينتون إلى أن «حماس تزعم أنها تنشد السلام والرخاء وقيام الدولة، بينما ترفض اتخاذ الخطوات الأولى نحو ذلك، وهي نبذ العنف والاعتراف بإسرائيل».
في هذا الوقت، توجهت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية ماريا أوتيرو إلى المنطقة في جولة تستغرق أسبوعاً، تزور خلالها مصر والأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية، وتهدف إلى مناقشة مشكلة المياه في المنطقة وتنشيط الجهود الدبلوماسية الأميركية إزاء هذه القضية، وبناء القدرات على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية.
من جهة أخرى، أعلن عضوان ديموقراطيان في الكونغرس الأميركي أنه يجب على الولايات المتحدة وإسرائيل أن تبدآ محادثات لتحديث وتوسيع اتفاقية التجارة الحرة التي أبرمت منذ 25 عاماً، وأصبحت لا تجاري العصر.
وقال السناتور بن كاردين إن «نحو 14 في المئة فقط من الواردات الأميركية من إسرائيل تغطيها الاتفاقية، لكن الأزمنة تغيّرت. من الصواب أن ننظر إلى الكيفية التي يمكننا بها تحديث اتفاقية التجارة الحرة».
وأشار النائب غريغوري ميكس إلى أنه «يودّ أن يرى فصلاً قوياً في الاتفاقية بشأن الأعمال المصرفية والخدمات الدولية الأخرى».