تعرّضت باكستان لـ«زلزال» قضائي دولي سيعرّض استقرارها المهزوز للانفجار، مصدره لجنة التحقيق الدولية في اغتيال بنازير بوتو، التي وضعت حكومة برويز مشرف السابقة تحت الشبهة
نيويورك ــ نزار عبود
عرض رئيس هيئة التحقيق الدولية المستقلة في اغتيال رئيسة الحكومة الباكستانية الراحلة بنازير بوتو، هيرالدو مونوز، نتائج تحقيقه في تقرير قدّمه إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أول من أمس، مؤكداً أنه حصل على المعلومات التي كان يبحث عنها، بالرغم من رفض عقد لقاءات معه من جانب رئيس الاستخبارات السعودية الأمير مقرن بن عبد العزيز ووزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس.
نتائج التحقيق الدولي المستقل اتهمت السلطات الباكستانية بعدم توفير الحماية الكافية لبوتو حتى «بلغ النقص في الحماية حدّ التضليل والقتل». ووجدت أن التحقيقات التي تلت مصرعها كانت «مضللة». ورغم أن اللجنة لم تتوصل إلى هوية الفاعلين أو الراعين الحقيقيين للاغتيال، إلا أنها أدخلت السلطات الأمنية والسياسية في باكستان في دائرة الشبهة في التورّط. ويقول التحقيق إن الحكومة سارعت إلى اتهام زعيم «طالبان» المحلّي بيت الله محسود وتنظيم «القاعدة»، قبل التحقيق، علماً بأن خصوم بوتو كانوا أيضاً من بين أقطاب السلطة ومسؤوليها الأمنيين. ووصف سلوك رجال الأمن بأنه «منحرف على نحو فاضح». وعن تأخير صدور التقرير عن موعده بأسبوعين، قالت اللجنة إن التأخير جاء بطلب من الحكومة الباكستانية، «لقد أخفق عدد متسلسل من المسؤولين الحكوميين بشدة في جهودهم لحماية السيدة بوتو، ومن ثم في التحقيق مع كل المسؤولين عن الجريمة، لا من حيث تنفيذ الهجوم وحده، بل أيضاً في مراحل تكوّنها وتخطيطها وتمويلها». وأضاف أن هذا التقصير مقلق للغاية «نظراً إلى وقوع محاولة اغتيال مدمّرة تعرضت لها (بوتو) قبل ثلاثة أيام، فضلاً عن التهديدات بحقها، التي لاحقتها وكالة ما بين الدوائر الاستخبارية (آي أس آي)». ووجدت اللجنة أن تصرفات ضباط الشرطة في أعقاب الاعتداء كانت مسيئة للتحقيق، حيث نُظّف مكان الجريمة بخراطيم المياه، ولم تلجأ المباحث «إلى جمع الأدلة وحفظها، ما ألحق ضرراً لا يمكن إصلاحه».
من جهته، نفى المحقق الدولي الثاني، مرزوقي دار عثمان، أن يكون قد جرى لقاء مع مندوب واشنطن السابق لدى الأمم المتحدة، زلماي خليل زاد، الذي كان على علاقة وطيدة بعودة بوتو إلى باكستان.
واللجنة الدولية مؤلفة من ثلاثة أشخاص برئاسة سفير التشيلي لدى اللأمم المتحدة هيرالدو مونوز، ومرزوقي دار عثمان المدّعي العام السابق لإندونيسيا، وبيتر فيتزجيرالد المحقق الإيرلندي الشهير الذي حقق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري.