أخذ الحديث عن عدوان إسرائيلي مرتقب على لبنان أو سوريا، حيّزاً من التصريحات على هامش المؤتمر النووي المنعقد في طهران، ولا سيما بعد الإعلان الإسرائيلي عن نقل دمشق صواريخ «سكود» إلى حزب الله، والتي رآها وزير الخارجية السوري وليد المعلم «تهيئة لعدوان». غير أن نظيره الإيراني منوشهر متكي استبعد إقدام الدولة العبرية على مثل هذه المغامرة، التي وصفها مستشار الرئيس الإيراني، علي أكبر جوانفكر، بأنها «عمليّة انتحاريّة».ورأى وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن المزاعم الإسرائيلية والضجة المفتعلة تجاه تهريب أسلحة إلى حزب الله، «تهيئة لعدوان إسرائيلي»، مؤكداً أنه «ليس هناك تهريب للصواريخ بالأساس، والقصة برمّتها مفتعلة من قبل إسرائيل».
وقال المعلم، بعد نقله رسالة من الرئيس السوري بشار الأسد إلى نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد، إن «المزاعم الإسرائيلية تجاه تهريب الأسلحة لم تكن للتغطية على عدم مشاركتها بمستوى رفيع، في قمة واشنطن النووية». وأضاف «لا، هذا شيء آخر. إن إسرائيل ملزمة أن تكون جزءاً من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وإسرائيل يجب أن تضع منشآتها تحت الرقابة الدولية للطاقة الذرية».
بدوره، قال متكي، رداً على سؤال عما إذا كان يتوقّع عدواناً على لبنان، «إن الإسرائيليين كانوا يعتمدون على أسطورة تفوّقهم، لكن هذه الأسطورة تحطّمت بفضل مقاومة الشعب اللبناني. حاولوا في غزة التعويض عن هزائمهم في لبنان. منذ ثلاثة أشهر تقريباً، كانت هناك تهديدات للبنان وسوريا، بل تجرأوا على تهديد إيران. لكن عندما أدركوا أن خوضهم لهذه المعركة سيكون خطأً استراتيجياً، وستنقلب الأمور في المنطقة برمتها رأساً على عقب، وأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى إسقاط هذا الكيان، تغيّرت لهجتهم أخيراً».
وأضاف متكي، رداً على سؤال عما إذا كانت إيران مستعدة لتفعيل معاهدة الدفاع المشترك مع سوريا في حال تعرّض الأخيرة لعدوان إسرائيلي، «علاقتنا مع سوريا علاقة استراتيجية، ومنذ 30 عاماً وأكثر هناك مصالح مشتركة بيننا لمصلحة شعبي البلدين ومن أجل المساعدة أيضاً في استقرار المنطقة. نحن ملتزمون بهذا الشيء (المعاهدة)».
أما مستشار الرئيس الإيراني، علي أكبر جوانفكر، فقال رداً على سؤال لـ«الأخبار» عما إذا كان يتوقع عدواناً على لبنان أو سوريا، إن «إسرائيل قائمة على نظرية العدوان والحرب، ولا تبحث عن كرامة أو ماء وجه لتبريره. هذا لا يهمّها. متى ما تقرر العدوان ستقوم به. لا تحتاج إلى عذر. لكننا نعتقد أنها إذا ما قررت العدوان على لبنان هذه المرة، فستكون عملية انتحارية».
من جهة ثانية، قال وزير الخارجية الإيراني، أمام نظيره اللبناني علي الشامي، إن طهران وبيروت لديهما طاقات وإمكانات واسعة للتعاون الثنائي. وأشار إلى العلاقات السياسية المناسبة بين طهران وبيروت. وقال إن «لبنان يتجه بنجاح نحو تحقيق التقدم والاستقرار في ظل حكمة قادته وحضور المقاومة وتعاون الشعب».
بدوره، عبر الشامي عن ارتياحه لعقد مؤتمر طهران لنزع السلاح النووي، واصفاً إيران بالبلد القوي، مشيراً إلى العلاقات الطيبة بين إيران ولبنان. وقال إن ماضي العلاقات بين إيران ولبنان يعود لسنوات قبل استقلال لبنان.
وبعد لقائه أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، سعيد جليلي، أكد الشامي ضرورة كسر الاحتكار على التكنولوجيا النووية في الغرب. وأشار إلى مكانة إيران في الحصول على حقوقها في التقنية النووية السلمية. وقال إن «الدول الأوروبية وأميركا ومن خلال أهدافها الاستكبارية تسعى إلى إبقاء استخدام الطاقة حكراً لها».
وأكد الشامي أن لبنان يمثل جميع دول العالم، وخصوصاً الدول النامية، في مجلس الأمن، مشيراً إلى ضرورة إزالة التهديدات الإسرائيلية ضد دول المنطقة.
وقال الشامي، رداً على سؤال لـ«الأخبار» عما إذا كان الإيرانيون قد طلبوا من لبنان بصفته عضواً في مجلس الأمن أيّ شيء يتعلق بالعقوبات، «فليذهبوا ويفرضوها على إسرائيل. (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو يريد أن يكون زعيماً للعالم. هناك تناقض في السياسة الدولية». وأضاف، رداً على سؤال عن كيفية تصرف لبنان في هذا الملف في ظل الانقسام الحاصل فيه، «لا انقسام في لبنان. هناك اختلاف في وجهات النظر. تنوّع ضمن الوحدة وإلا كان هناك دولتان وما تألّفت حكومة وحدة وطنية».
من جهته، أكد جليلي أن وحدة لبنان واستقراره وسيادته هي لمصلحة الشعب اللبناني والمنطقة. وأضاف «إن لبنان معروف اليوم بأنه رمز المقاومة، لا في العالمين العربي والإسلاميفحسب، بل في كل أرجاء العالم، وإن حضور لبنان في مجلس الأمن هو بالنيابة عن دول المقاومة».
(الأخبار)