انتقد وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، سياسة بلاده تجاه إيران، ولا سيما في ما يتعلق بالبرنامج النووي لطهران، وذلك في مذكرة بمثابة «جرس إنذار» رفعها إلى الرئيس باراك أوباما، وسط انكباب الإدارة على دراسة مجموعة من الخيارات العسكرية إذا فشلت الدبلوماسية والعقوبات بحق إيران. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن غيتس وجّه مذكرة إلى المسؤولين في البيت الأبيض يحذر فيها من أن الولايات المتحدة تفتقر إلى سياسة فعّالة بعيدة المدى للتعامل مع تقدم إيران الثابت باتجاه امتلاك قدرات نووية.ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين أن غيتس كتب المذكرة السرية إلى مستشار الأمن القومي، الجنرال جيمس جونز، وسط تعزيز الجهود التي يبذلها البيت الأبيض ووزارة الدفاع «البنتاغون» ووكالات الاستخبارات الأميركية لتقديم خيارات جديدة للرئيس باراك أوباما، تشمل مجموعة من الحلول العسكرية كي تُدرس إذا فشلت الدبلوماسية والعقوبات في حمل إيران على تغيير مسارها.
ووصف أحد المسؤولين المذكرة بـ«جرس الإنذار»، غير أن المسؤولين في البيت الأبيض أكدوا أنهم يعملون منذ 15 شهراً للتوصل إلى خطة مفصّلة للعديد من النتائج المحتملة في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.
وعبّر غيتس، في مذكرته، عن عدة عوامل مثيرة للقلق، بما فيها غياب استراتيجية فعالة إذا اختارت إيران المسار الذي تراه عدة حكومات ومحللون محتملاً، وهو تجميع كل الأجزاء الرئيسية اللازمة لسلاح نووي مثل الوقود والتصميمات وأجهزة التفجير، من دون أن تقوم بتجميع سلاح يعمل تماماً.
ورفض جونز التعليق على المذكرة، غير أنه قال «في ما يتعلق بإيران، نقوم بما قلنا إننا سنقوم به، فإن كنا لا نتكلم علناً على استراتيجيتنا الكاملة ليراها العالم، فذلك لا يعني أنه ليس لدينا استراتيجية تسبق مجموعة كاملة من الاحتمالات الطارئة، فلدينا ذلك».
في هذه الأثناء، أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، خلال عرض عسكري لمناسبة يوم القوات المسلحة في طهران، أمس، أن بلاده لديها القوة العسكرية التي تمكّنها من ردع أي هجمات. وقال إن «القوات المسلحة الإيرانية تملك اليوم من القوة ما يردع الأعداء حتى عن مجرد التفكير في انتهاك سلامة أراضينا»، وإن قوة الجيش الإيراني التي «لا تضاهى» تضمن الاستقرار في الشرق الأوسط. وحثّ دول المنطقة على توحيد الصفوف لإنهاء وجود القوات الأجنبية في الشرق الأوسط.
وشنّ نجاد هجوماً على «الكيان الصهيوني» الذي يتجه «في الوقت الحاضر إلى الهاوية»، وخلال سنوات «ستُستأصل جرثومة الفساد هذه». وحذر من أن «تدخّل الأعداء في شؤون منطقة الشرق الأوسط يؤثر سلباً على العلاقات بين دولها».
وخلال الاحتفال بيوم القوات المسلّحة، جرى استعراض الصاروخ «شهاب 3»، الذي يقول مسؤولون إيرانيون إن مداه يبلغ نحو ألفي كيلومتر، إضافة إلى صواريخ أخرى وحاملات جند مدرعة وطائرات استطلاع بلا طيار وغواصات صغيرة.
من جهته، أعلن قائد ميليشيا «الباسيج» الإسلامية الجنرال محمد رضا ناجي أن حاملات الطائرات الأميركية ليست سوى «طناجر»، والتهديدات الأميركية ليست إلا «حشرجات»، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الطلابية «إسنا».
(أ ف ب، رويترز، إرنا، يو بي آي)