بول الأشقر تحتفل اليوم فنزويلا بمرور مئتي سنة على بداية مسارها الاستقلالي من خلال إعلان لبلدية كاراكاس جرى في التاسع عشر من نيسان من عام 1810 بعدما احتل نابوليون الأول إسبانيا. وفنزويلا أول دولة أميركية لاتينية وثالث دولة أميركية ـ بعد الولايات المتحدة وهاييتي ـ أنجزت استقلالها في عام 1821.

وللاحتفال بالمناسبة، لم يوفر الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز جهداً، فنظف العاصمة ورمّم معالمها التاريخية واستحدث شعلة «بوليفارية» تصل اليوم إلى العاصمة كاراكاس، بعدما انتقلت في كل ولايات فنزويلا، بالإضافة إلى عقد قمة لرؤساء دول «ألبا»، المنظمة الإقليمية اليسارية.

وتأتي المناسبة التاريخية فيما تمر التشافيزية بصعوبات سياسية ناتجة من تقنين قاس في مجالي توزيع المياه والطاقة الكهربائية بسبب الجفاف الذي يعانيه البلد. لكن سقوط الأمطار في الأسابيع الأخيرة تبشير ببداية انفراج هذه الأزمة التي قدر وزير الطاقة علي رودريغيز، أنه قد يمكن تخطيها في حزيران بعد تمديد فترة «الطوارئ الكهربائية» شهرين إضافيين.

وقد دعا المجلس الوطني الانتخابي إلى إجراء الانتخابات التشريعية «الحاسمة» حسب تشافيز في 26 أيلول المقبل. وقد حثّ الزعيم الفنزويلي مجدداً أنصاره هذا الأسبوع على الفوز بثلثي المقاعد، ما يضمن له الحفاظ على صلاحيات استثنائية كما كان يحصل خلال السنوات الأخيرة. بالإضافة الى تخريج 35 ألف عضو من «الميليشيات البوليفارية» (الحرس الشعبي) بمناسبة الاحتفال بعودة تشافيز إلى السلطة عام 2002 بعد الانقلاب الفاشل عليه، إضافة إلى إطلاق حملة مضادة على «تويتر» تتصدرها ما يسميه تشافيز «فرق المقاتلين الإعلاميين».

ويأتي الاحتفال الذي سيتوج بعرض عسكري كبير اليوم موازياً لقمة منظمة «ألبا»، بحضور الرئيسة الأرجنتينية كريستينا كيرشنير، فيما التوتر يبقى سيد الموقف في العلاقات بين فنزويلا وكولومبيا.

فقبل أيام، حذر الرئيس الكولومبي ألفارو أوريبي، مواطنيه من السفر إلى بعض الدول دون تسمية فنزويلا، وطالب بـ«احترام حقوق الكولومبيين المعتقلين في الخارج»، في إشارة إلى المجموعة التي اعتقلتها فنزويلا والتي تتهمها بـ«أعمال تجسسية وتخريبية في منشآت الطاقة». وقد وصف تشافيز تصريح أوريبي بأنه صادر عن رجل «سافل لا يتمتع بأدنى المزايا الأخلاقية».

من جهة أخرى، رغم تأجيل زيارة رئيس الوزراء الصيني وين جياباو بسبب الزلزال، وقّعت فنزويلا والصين اتفاقاً اقتصادياً كبيراً يستثمر فيه العملاق الآسيوي 20 مليار دولار في تنمية فنزويلا مقابل توفير هذه الأخيرة النفط الذي تحتاج إليه الصين، ويقدر أن ترتفع كمية النفط هذه من 500 ألف برميل يومياً إلى 900 ألف برميل.